للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أشبهت خلقي وخُلقي) (١) فيروى أنهُ حَجَل حين سَمِعَ ذلك من الفرحِ (٢) . وقد بعثهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مُؤته (٣) وجعلهُ أميراً بعد زيد بن حارثة، فقُتل زيد بن حارثة فقُتيل زيدُ فأخذ الراية جعفر بن أبي طالبٍ، فقُطعت يمينهُ، فأخذها بشماله فقُطعت، ثم قُتِلَ، فوُجد في جسدهِ بضعٌ وعشرون، وقيل [بضعٌ] وتسعون (٤) ضربة بسهمٍ أو سيفٍ أو رُمحٍ مُقبلاً غير مُدبر، فعوضهُ الله عن يديه جناحين يطيرُ بهما في الجنةِ، فلهذا يُقالُ لهُ (ذوالجناحين) (٥) ويُقالُ لهُ (الطيارُ) (٦)

لذلك، وقد شهد لهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة والشهادة فرضِى الله عنهُ، وكانتْ وفاتهُ بمؤتةِ في جمادى سنة ثمانٍ وقبرهُ مشهورٌ عند ثنيةِ الكرك، وعليه مشهدٌ هائلٌ ومزارٌ، وقد زرتُهُ هناك وعند قبره قرأنا، وحدثنا فللهِ الحمد.

وكان عُمْرهُ مابين الخمس والعشرين إلى الثلاثين، وقيل إحدى وأربعين رحمهُ وبلَّ بالرحمة ثراهُ، وجعل الجنَّة مأواهُ، وقد فَعَلَ. حديثهُ في أهل البيت وسابع الأنصار. /


(١) من حديث البراء بن عازب عند البخاري باب عمرة القضاء. الصحيح بشرح فتح الباري: ٧/٤٩٩.
(٢) من رواية محمد بن عمر الواقدي. سبل الهدى والرشاد: ٥/٢٩٧.
(٣) في المخطوطة: (قومه) .
(٤) أخرجا لبخاري من حديث ابن عمر (فعددت به خمسين بين طعنة وضربة) ، ومن حديثه أيضاً (ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية) فلينظر في قول المصنف: (وقيل) على التمريض مع هاتين الروايتين. الصحيح بشرح الفتح: ٧/٥١٠.
(٥) كان ابن عمر إذا حيا ابن جعفر قال: (السلام عليك يا ابن ذي الجناحين) . الصحيح بشرح الفتح: ٥/٥١٥.
(٦) يرجع إلى حديث أبي هريرة عند الترمذي الذي سيورده المصنف في الصفحة التالية بلفظ: (رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة) . سنن الترمذي: ٥/٦٥٤..

<<  <  ج: ص:  >  >>