للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣٥٠ - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق. قال: حدثنى عاصم ابن عمر بن قتادة الأنصارى، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس، عن سلمان (١) . قال: كنت رجلاً فارسيًا من أهل أصبهان (٢) ، من أهل قريةٍ منها يقال لها: جى (٣) ، وكان أبى دهقان قريته، وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزل به حبه إياى، حتى حبسنى فى بيته كما تحبس الجارية، واجتهدت فى المجوسية حتى كنت قطن (٤) النار التى يوقدها لا يتركها تخبو ساعة. قال: وكانت لأبى ضيعة عظيمة، فشغل فى بنيان له يومًا، قال لى: يا بنى إنى قد شغلت فى بنيانى اليوم عن ضيعتى، فاذهب فاطلعها، وأمرنى فيها ببعض ما يريد، فخرجت أريد الضيعة فمررت/ بكنيسةٍ من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها، وهم يصلون، وكنت لا أدرى ما أمر الناس لحبس أبى إياى فى بيته. فلما مررت بهم سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون.

قال: فلما رأيتهم أعجبتنى صلاتهم ورغبت فى أمرهم، وقلت: والله هذا والله خير من الذى (٥) نحن عليه، فوالله ما تركتهم حتى غربت


(١) فى المسند: حدثنى سلمان الفارسى حديثه من فيه.
(٢) أصبهان: منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر وكسرها آخرون وهى مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون فى وصف عظمتها حتى يتجاوزوا الحد. وأصبهان اسم للإقليم بأسره وهو المقصود هنا. معجم البلدان: ١/٢٠٦.
(٣) جى: كانت مدينة أصبهان أولاً. المرجع السابق.
(٤) قطن النار: خازنها وخادمها أراد أنه كان لازماً لها لا يفارقها من قطن فى المكان أى لزمه، ويروى بفتح الطاء جمع قاطن. النهاية: ٣/٢٦٥.
(٥) فى المسند: هذا والله خير من الدين الذى نحن عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>