للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أرض العرب وأعطيكم بقراتى هذه وغنيمتى هذه؟ قالوا: نعم. فأعطيتهموها وحملونى، حتى إذا قدموا بى وادى القرى (١)

فظلمونى فباعونى من رجلٍ من اليهود عبدًا، فمكثت عنده، ورأيت النخل، ورجوت أن تكون البلد الذى وصف لى صاحبى، ولم يحق لى فى نفسى، فبينما أنا عنده قدم علينا ابن عم له من المدينة من بنى قريظة، فابتاعنى منه، فاحتملنى إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها، فعرفتها بصفة صاحبى، فأقمت بها، وبعث الله رسوله، وأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكرٍ مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة، فوالله إنى لفى رأس عذق (٢) لسيدى أعمل فيه بعض العمل، وسيدى جالس، إذ أقل ابن عم له وقف عليه، فقال: فلان قاتل الله بنى قيلة (٣) والله إنهم الآن لمجتمعون بقباءٍ على رجلٍ قدم عليهم من مكة اليوم يزعم أنه نبى، قال: فلما سمعتها أخذتنى العرواء (٤) حتى ظننت سأسقط على سيدى. قال: ونزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمه ذلك: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟ قال: فغضب سيدى فلكمنى لكمة شديدة، ثم قال: ما لك ولهذا؟ أقبل على عملك. قال: قلت: لا شىء إنما أردت أن أستثبت عما قال، وقد كان عندى شىء قد جمعته، فلما أمسيت أخذته، ثم ذهبت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بقباء (٥)

فدخلت عليه، فقلت له: إنه قد بلغنى أنك رجل صالح،


(١) واد القرى: واد بين الشام والمدينة وهو بين تيماء وخيبر. معجم البلدان: ٤/٣٣٨..
(٢) العذق: بالفتح النخلة وبالكسر العرجون بما فيه من الشماريخ، ويجمع على عذاق. النهاية: ٣/٧٧.
(٣) بنو قيلة: الأوس والخزرج قبيلتا الأنصار. وقيلة اسم أم لهم قديمة. النهاية: ٣/٢٩٠.
(٤) العرواء: برد الحمى. النهاية: ٣/٩٠.
(٥) قباء: قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة، بها مسجد التقوى وهى مساكن بنى عمرو بن عوف. يراجع معجم البلدان: ٤/٣٠٢..

<<  <  ج: ص:  >  >>