للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن عمرو بن مالك، عن فضالة ابن عبيد، عن عبادة بن الصامت: أن (١) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات يوم، [فسار على راحلته] وأصحابه معه لم يتقدم منهم أحد بين يديه، فقال معاذ بن جبل: يا نبى [الله] اسأل الله أن يجعل يومنا قبل يومك، أرأيت إن كان شىءٌ ولا يرينا الله ذلك أى الأعمال نعملها بعدك؟

فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: الجهادُ فى سبيلِ الله؟ قال: «نَعَمْ الجِهادُ فى سبيلِ الله، وَعَادَ بِالنَّاسِ أملكُ من ذَلِكَ» ، قال: فالصيام والصدقة؟ قال: «نِعْمَ الشَّىْءُ الصِّيَامُ وَالصَدَقَةُ، وَعَادَ بِالنَّاسِ أَمْلَكُ مِنُ ذَلِكَ» ، فذكر معاذ كل خير يعلمه، كل ذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَعَادَ بِالنَّاسِ أَمْلَكُ مِنْ ذَلِكَ» .

فقال معاذ: بأبى أنت يا رسول الله ما عاد بالناس أملك من ذلك، فاشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فيه، قال: «الصَّمْتُ إلا مِنَ خَيْرٍ» ، قال: وهل نؤاخذُ بما تكلمت به ألسنتنا؟ فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخذ معاذ بن جبل، فقال: «يَا مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ ثَكِلَتْكَ أُمُكَ» - أَوْ مَا شَاءَ الله أنْ يقول- «وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إلا مَا نَطَقَتْ بِهِ أَلْسِنِتُهُم فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله [واليوم الآخر] فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَسْكُتْ عَنْ شَرٍّ. قولوا خَيْرًا تَغْنَمُوا، وَاسْكُتُوا عَنْ شَرًّ تَسْلَمُوا» (٢) .

له شاهد فى الصحيح من وجه آخر، وهذا مليحٌ (٣) .


(١) فى المخطوطة: «قال» ، والتصويب من المرجع.
(٢) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن مالك الجنبى، وهو ثقة. مجمع الزوائد: ١٠/٢٩٩، وما بين معكوفات استكمال منه.
(٣) الخبر أخرجه البخارى ما فى معناه من حديث ابى هريرة وأبى شريح العدوى فى الأدب (باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) : فتح البارى: ١٠/٤٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>