للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عدي (١) [بن ثابت] عن البراء بن عازبٍ. قال: (كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر/ فنزلنا غدير خُمٍّ (٢) ، فنودينا: الصلاةُ جامعةً، فكُسِحَ (٣) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرتين، فصلى الظهر، وأخذ بيد عليٍّ، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهُم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أوْلى بكل مؤمنٍ من نفسه؟ قالوا بلى، فأخذ بيد علي فقال: اللهمَّ من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللهم والِ من والاهُ، وعادِ من عاداهُ. قال: فلقيه عمرُ بن الخطاب بعد ذلك، فقال: هنيئاً يا ابن أبي طالبٍ أمسيتَ وأصبحت مولى كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ) .

قال أبو عبد الرحمن: حدثنا هُدبةُ بن خالدٍ، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي ابن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البرآء بن عازب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوهُ. ورواه ابن ماجه عن علي بن محمد، عن زيد بن الحباب، عن خالد بن زيدٍ به (٤) .


(١) عدي، هو ابن ثابت الأنصاري الكوفي، قال فيه أبو حاتم: صدوق وكان إمام مسجد الشيعة وقاضيهم، وقال ابن حجر: ثقة رمى بالتشيع أهـ تهذيب التهذيب ٧/١٦٥ والتقريب ٢/١٦.
(٢) غدير خم: مكان بين مكة والمدينة.
(٣) كسح: كنس.
(٤) الحديث أخرجه أحمد في المسند: ٤/٢٨١ وابن ماجه في سننه في المقدمة: فضل علي بن أبي طالب: ١/٤٣ وقال البوصيري في الزوائد: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وقد

= ... علق السندي على هذا الحديث في حاشيته قال: سبب ذلك أن علياً تكلم فيه بعض من كان معه في اليمن فأراد - صلى الله عليه وسلم - بهذا أن يحببه إليهم، وقد جاء في جامع الترمذي: أنه أرسله إلى اليمن على رأس جيش وأرسل خالد بن الوليد على رأس جيش آخر فافتتح حصناً وأخذ منه جارية فكتب خالد كتاباً ودفعه إلى البراء ليدفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشي بعلي فيه، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وخطب بأصحابه في غدير خم يرفع التهمة عن علي ويحببهم فيه، وعلى هذا فهذا الحديث ليس له تعلق بالخلافة أصلاً كما زعمت الرافضة، ويدل عليه أن العباس وعلياً ما فهما منه ذلك، كيف وقد أمر العباس علياً أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا الأمر فينا أو في غيرنا؟ فقال علي: إن منعنا فلا يُعْطيناها أحد أهـ. حاشية السندي على ابن ماجه: ١/٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>