للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك كله بقوله: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا} [الكهف: ٨] الصعيد: المستوي من الأرض، والجزر: التي لا نبات فِيها، وقال مجاهد: بلاقع ليس فِيها نبات.

وقال عطاء: يريد يوم القيامة، يجعل الله الأرض جرزا ليس فِيها ماء ولا نبات.

وقوله: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا {٩} إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا {١٠} فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا {١١} ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا {١٢} } [الكهف: ٩-١٢] أم حسبت معناه بل أحسبت، {أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ} [الكهف: ٩] يعني الفتية الذين سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قصتهم، والكهف مغارة فِي الجبل، إلا أنه واسع، فإذا صغر فهو غار وقوله: والرقيم زعم كعب، والسدي أن الرقيم اسم للقرية التي خرج منها أصحاب الكهف.

وقال سعيد بن جبير، وابن عباس فِي رواية عطاء: الرقيم الكتاب، وهو لوح كانت فِيهِ أسماؤهم.

قال الفراء: ونرى أنه إنما سمي رقيما لأن أسماءهم كانت مرقومة فِيهِ، والرقيم الكتابة.

وقوله: {كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} [الكهف: ٩] قال مجاهد: لم يكونوا بأعجب آياتنا.

وقال قتادة: يقول: قد كان من آياتنا ما هو أعجب من ذلك.

قال الزجاج: أعلم الله أن قصة أصحاب الكهف ليست بعجيبة من آيات الله، لأن خلق السموات والأرض وما بينهم مما شاهد أعجب من قصة أصحاب الكهف.

قوله: {إِذْ أَوَى} [الكهف: ١٠] أي: اذكر لقومك إذا أوى، الفتية يعني: أولئك الشبان، صاروا إلى الكهف، وجعلوه مأواهم، {فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} [الكهف: ١٠] أي: أعطنا من عندك مغفرة ورزقا، وهيئ لنا وأصلح لنا، من قوله: هيأت الأمر، فتهيأ، {مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: ١٠] الرُّشْدُ والرَّشدُ والرَّشَادُ نقيض الضلال، أي: أرشدنا إلى ما يقرب منك، والمعنى: هيئ لنا من أمرنا ما نصيب به الرشد.

قوله: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} [الكهف: ١١] قال المفسرون: أنمناهم.

والمعنى: سددنا آذانهم بالنوم الغالب على نفوذ الأصوات إليها.

وقوله: {سِنِينَ عَدَدًا} [الكهف: ١١] أي: ذات عدد، يعني سنين كثيرة، {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ} [الكهف: ١٢] أيقظناهم بعد نومهم، لنعلم قال المفسرون: لنرى.

وذكرنا وجه علم الله فيما يستقبل فِي مواضع.

{أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى} [الكهف: ١٢] قال قتادة، ومجاهد: أيِ

<<  <  ج: ص:  >  >>