للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ مَنَازِلَكُمْ، فَإِنَّمَا تُكْتَبُ آثَارُكُمْ»

٧٧٩ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاكِرُ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى، فَأَبْعَدُهُمْ» ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ

وكل شيء من الأعمال، أحصيناه بيناه وحفظناه، {فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: ١٢] وهو اللوح المحفوظ.

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ {١٣} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ {١٤} قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ {١٥} قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ {١٦} وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ {١٧} } [يس: ١٣-١٧] قوله: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا} [يس: ١٣] قال مقاتل: صف لهم يا محمد شبها.

يعني: لأهل مكة، أصحاب القرية يعني أنطاكية، {إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} [يس: ١٣] رسل عيسى، وذلك أنه بعث رسولين من الحواريين إلى أنطاكية ليدعوا الناس إلى عبادة الله، وهو قوله: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا} [يس: ١٤] قال ابن عباس: ضربوهما وسجنوهما.

فعززنا بثالث أي: فقوينا وشددنا الرسالة برسول ثالث، وقرئ بالتخفيف، قال الفراء: عززنا وعززنا، كقولك: شددنا وشددنا بالتخفيف والتثقيل.

ونحو ذلك قال الزجاج.

فقالوا يعني: الرسل لأهل أنطاكية: {إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ {١٤} قَالُوا} [يس: ١٤-١٥] لهم: {مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا} [يس: ١٥] ما لكم علينا من فضل في شيء، {وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ} [يس: ١٥] أي: لم يرسل رسولا، {إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ} [يس: ١٥] ما أنتم إلا كاذبين فيما تزعمون.

{قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ} [يس: ١٦] وإن كذبتمونا.

{وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [يس: ١٧] ما علينا إلا أن نبلغ ونبين لكم.

فقال القوم للرسل: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {١٨} قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ {١٩} } [يس: ١٨-١٩] إنا تطيرنا تشاءمنا، بكم وذلك أن المطر حبس عنهم، فقالوا: أصابنا هذا الشر من قبلكم.

{لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا} [يس: ١٨] لئن لم تسكتوا عنا، لنرجمنكم لنفتنكم كقوله: {وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} [هود: ٩١] فتوعدوهم بالقتل والتعذيب، وهو قوله: {وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {١٨} قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} [يس: ١٨-١٩] شؤمكم معكم بكفركم وتكذيبكم، يعني أصابكم الشؤم من قبلكم، أئن ذكرتم وعظتم بالله وخوفتم، وهذا استفهام محذوف الجواب، تقديره أئن ذكرتم تطيرتم بنا {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [يس: ١٩] مشركون.

قوله: {

<<  <  ج: ص:  >  >>