للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ {١١} لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {١٢} } [الشورى: ١٠-١٢] .

{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى: ١٠] قال الكلبي: أي من أمر الدين.

{فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى: ١٠] أي: يقضي فيه، وقال مقاتل: إن أهل مكة كفر بعضهم بالقرآن، وآمن به بعضهم، فقال الله تعالى: الذي اختلفتم فيه، فإن حكمه إلي، أحكم فيه.

يعني: يوم القيامة، يحكم للمؤمنين بالقرآن بالجنة، وللمكذبين به بالنار، وقيل: إن هذا عام فيما اختلف فيه العباد، يحكم الله فيه يوم القيامة بالفصل الذي يزيل الريب، ويبطل الاختلاف، ذلكم الله الذي يحكم بين المختلفين، هو {رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} [الشورى: ١٠] في كفاية مهماتي، وإليه أنيب أرجع في المعاد.

{فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [الشورى: ١١] تقدم تفسيره، {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} [الشورى: ١١] جعل لكم مثل خلقكم نساء، {وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا} [الشورى: ١١] أصنافا: ذكورا وإناثا، أي: خلق الذكر والأنثى من الحيوان كله، يذرؤكم فيه يخلقكم في هذا الوجه الذي ذكر من جعل الأزواج، وذلك أنه جعل سبب خلقنا الأزواج، والكفاية في قوله: فيه تعود إلى الجعل المراد بقوله: جعل لكم، وقال الزجاج: المعنى: يذرؤكم به، أي: يجعله منكم، ومن الأنعام أزواجنا.

وهذا قول الفراء، جعل في بمعنى: الباء.

وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١] قال ابن عباس: ليس له نظير.

والكاف مؤكدة، والمعني: ليس مثله شيء، وهو السميع لما يقال، البصير بأعمال الخلق.

{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [الشورى: ١٢] قال ابن عباس: يريد مفاتيح الرزق في السموات والأرض.

وقال الكلبي: مقاليد السموات: خزائن المطر، وخزائن الأرض النبات.

والمعنى: أنه يقدر على فتحها، يملك فتح السماء بالمطر، والأرض بالنبات، يدل على هذا قوله: {يَبْسُطُ

<<  <  ج: ص:  >  >>