للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السيئات، كأنه قال: لا تكافئوهم أنتم، لنكافئهم نحن.

ثم ذكر المؤمنين وأعمالهم، والمشركين وأعمالهم، بقوله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا} [الجاثية: ١٥] الآية.

{وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ {١٦} وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {١٧} } [الجاثية: ١٦-١٧] {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ} [الجاثية: ١٦] التوراة، والحكم الفهم في الكتاب، {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [الجاثية: ١٦] يعني: المن والسلوى، {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الجاثية: ١٦] تقدم تفسيره.

قال ابن عباس: لم يكن أحد من العالمين في زمانهم أكرم على الله، ولا أحب إليه منهم.

{وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الأَمْرِ} [الجاثية: ١٧] يعني: العلم بمبعث محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما بين لهم من أمره، فما اختلفوا إلى آخر الآية مفسر في مواضع.

{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ {١٨} إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ {١٩} } [الجاثية: ١٨-١٩] ثم جعلناك يا محمد، {عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ} [الجاثية: ١٨] على دين وملة، ومنهاج وطريقة، يعني: بعد موسى وقومه، {فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: ١٨] توحيد الله، يعني: كفار قريش، قالوا له: ارجع إلى دين آبائك، فهم كانوا أفضل منك.

ثم ذكر أن اتباعهم لا ينفعه، ولا يدفعون عنه شيئًا، فقال: {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [الجاثية: ١٩] لن يدفعوا عنك من عذاب الله شيئًا لو اتبعتهم، {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الجاثية: ١٩] يعني: المشركين، {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: ١٩] يعني: المؤمنين، الذين اتقوا الشرك.

{هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ {٢٠} أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ {٢١} وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ {٢٢} } [الجاثية: ٢٠-٢٢] هذا يعني: هذا القرآن، بصائر للناس فسرناها في آخر { [الأعراف.

قوله:] أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>