للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {٥} وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ {٦} } [التوبة: ١-٦] قوله: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ} [التوبة: ١] الآية: قال المفسرون: أخذت العرب تنقض عهودا بينها وبين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمره الله أن ينقض عهودهم.

قال الزجاج: أي: قد برئ الله ورسوله من إعطائهم العهود والوفاء بها إذ نكثوا.

والخطاب في: عاهدتم لأصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمتولي للعقد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكنهم أدخلوا في الخطاب، لأنهم راضون بفعله.

وقوله: {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة: ٢] يقال: ساح يسيح سياحة وسيوحا.

قال الزجاج: معناه: اذهبوا فيها وأقبلوا وأدبروا.

وقال المفسرون: هذا تأجيل من الله للمشركين أربعة أشهر، فمن كانت مدة عهده أكثر من أربعة أشهر حطه إلى الأربعة، ومن كانت مدته أقل من أربعة رفعه إلى الأربعة.

قال الزهري: الأربعة أشهر: شوال، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم لأن هذه الآية نزلت في شوال.

قال ابن عباس في رواية الوالبي: حد الله للذين عاهدوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة أشهر يسيحون في الأرض حيث ما شاءوا، وأحل من ليس له عهد عند انسلاخ الأشهر الحرم، فإذا انسلخ الأشهر الحرم أمره أن يضع السيف فيهم حتى يدخلوا في الإسلام.

وقوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} [التوبة: ٢] قال ابن عباس: حيثما كنتم وحيثما توجهتم لا يعجز الله عن نقمته فيكم.

وقال الزجاج: أي: وإن أجلتم هذه الأربعة الأشهر فلن تفوتوا الله.

{وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} [التوبة: ٢] بالقتل في الدنيا والعذاب في الآخرة، والإخزاء: الإذلال بما فيه من الفضيحة والعار، قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: ٣] الأذان: الإعلام وهو اسم من الإيذان، يقال: آذن إيذانا، وأذانا.

وقوله: إلى الناس أي: للناس، يقال: هذا إعلام لك، وإليك.

وأراد بالناس: المؤمن والمشرك والكافر لأن الكل داخلون في هذا الإعلام، قوله: {يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ} [التوبة: ٣] اختلفوا فيه: فقال عمر، وسعيد بن المسيب، وابن الزبير، وعطاء، وطاوس، ومجاهد: إنه يوم عرفة.

ونحو هذا روى المسور بن مخرمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرفوعا.

٣٩٦ - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، نا

<<  <  ج: ص:  >  >>