للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والملائكية وجائزة لغيرهما، ومن وجبت له العصمة فلا يقع منه كبيرة ولا صغيرة ولذلك نعتقد عصمة الملائكة المرسلين منهم وغير المرسلين قال الله تعالى: (لا يَعصِمونَ اللَهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ) والايات في هذه المعنى كثيرة وإبليس لم يكن من الملائكة وإنما كان من الجن ففسق عن أمر ربه، وأما هاروت وماروت فلم يصح فيهما خبر. انتهى. وفي كتاب الجامع من المحلى لابن حزم: أن هاروت وماروت من الجن وليسا ملكين قلت: فإن صح هذا لم يحتج إلى الجواب عن قصتهما كما أن إبليس لم يكن من الملائكة، وإنما كان بينهم وهو من الجن ثم رأيت في عقيدة الإمام أبي منصور الماتريدي - وهو إمام الحنفية في الإعتقاديات كما ان الشيخ أبا الحسن الأشعري إمام الشافعية في ذلك - مانصه: ثم إن الملائكة كلهم معصومون خلقوا للطاعة إلا هاروت وماروت. هذا لفظه، وهذه العقيدة شرحها القاضي تاج الدين السبكي يشرح في مجلد لطيف سماه " السيف المشهور عن شرح عقيدة الإمام أبي منصور (.

مسألة:

قال القاضي عياض في الشفا: قال سحنون: من شتم ملكا من الملائكة فعليه القتل، وقال أبا الحسن القابسي في الذي قال لآخر كأنه وجه مالك الغضبان: لو عرف أنه قصد ذم الملك قتل، قال القاضي عياض: وهذا فيمن تكلم فيهم بما قلناه على جملة الملائكة أو علىمعين ممن حققنا كونه من الملائكة ممن نص الله عليه في كتاب أو حققنا علمه بالخبر المتواتر، والمشتهر المتفق عليه بالإجماع القاطع، كجبريل وميكائيل ومالك وخزنة الجنة وجهنم والزبانية وحملة العرش وعزرائيل وإسرافيل ورضوان والحفظة ومنكر ونكير، فأما من لم تثبت الأخبار بتعيينه، ولا وقع الإجماع على كونه من الملائكة كهاروت وماروت، فليس الحكم فيهم والكافر بهم كالحكم فيمن قدمناه، إذ لم تثبت لهم تلك الحرمة، وأما إنكار كونهما من الملائكة فإن كان المتكلم في

<<  <   >  >>