للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتاب الاغانى على اربعين جملا، وذكروا أن الامام الشافعي رحمه الله تعالى كان كثيرا ما يكتب المسائل على العظام حتى ملاء منها خبايا (١) كل ذلك كان لعدم انتشار الورق عندهم في ذلك الزمن (٢) ، ولا ندرى كيف كانوا يعثرون على مسألة من المسائل وهى مكتوبة على نحو العظام واللخاف والاكتاف التى يعسر ترتيبها لا شك ان مراجعتها والوقوف عليها ليس بسهل ومع ذلك كانوا أئمة الدين وانجم الهدى والذى نراه ان المصاحف العثمانية التى ارسلت إلى الامصار كتبت على الجلود وكتبت بالخط الكوفى الذى ما كانوا يعرفون من الخط سواه وكتبت بغير نقط ولا شكل ولم يكن فيها علامات للاجزاء والاحزاب ونحوها


(١) نستنتج مما ذكر: أن المصاحف التى رفعت على رؤس الرماح في الحرب بين على ومعاوية رضى الله عنهما سنة ٣٧ البالغ عددها نحو ثلاثمائة مصحف طلبا للهدنة وحقنا للدماء، لم تكن بمصاحف كاملة وانما هي اجزاء من القرآن مكتوبة
على نحو العسب والالواح والاكتاف وبذلك يمكن للرجل رفع ما كتب من القرآن على شئ مما ذكر، فاطلاق المؤرخين رفع المصاحف في هذه الحرب انما هو من اطلاق الكل وارادة الجزء والله اعلم (٢) إذا أردت الوقوف على ظهور الورق فعليك بمراجعة كتابنا " تاريخ الخط العربي وآدابه " وهو مطبوع بمصر (*)

<<  <   >  >>