للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أضف إلى هذا شيئًا هامًا لا يتنبه إليه الكثيرون من المسلمين وهو أن القرآن قد تحدث عن قرينة المودة ولم يتحدث إطلاقًا عن قرينة العقيدة. وفرق كبير بين هذا وذاك.

المجامع المسكونية إن نظرة تاريخية سريعة على القرون الأولى للمسيحية ترينا أن النصرانية كانت بين شقي الرحى، بين اضطهاد اليهود واضطهاد الوثنية الرومانية. وفي سنة ٣٢٥ م، كانت القسطنطينية قاعدة الدولة الرومانية الشرقية ولما كان أغلب رعايا الإمبراطور قسطنطين من المسيحيين، وكان أغلب الوثنيين في حوزة روما في الغرب، فلكي يقوي مركزه فإنه قرب المسيحيين إليه، ولكن لما كانوا هم أنفسهم مختلفين حول المسيح فقد دعاهم إلى عقد مجمع لحسم هذه الخلافات العقائدية التي كان لها أثرها على إشاعة عدم الاستقرار في إمبراطوريته. لذلك عقد مجمع نيقية سنة ٣٢٥ م، وقد حضره ٢٠٤٨ أسقفًا من جميع أنحاء العالم وذلك لتحديد من هو المسيح. وقول كتاب " تاريخ الكنيسة " لمؤلفه هيستنج إن المجتمعين تناظروا معًا وكان بينهم آريوس واحد من العلماء، وقد قال إن المسيح - عليه السلام - رسول الله ونبي الله هو إنسان وعبد من عباد الله. وقد تبع آريوس ١٧٣١ من الأساقفة المجتمعين. ولكن اثناسيوس الذي كان أصلًا شماسًا بكنيسة الإسكندرية انتهز هذه الفرصة فأراد أن يتقرب إلى قسطنطين الوثني وأعلن أن المسيح هو الإله المتجسد. لقد اتبع اثناسيوس

٣١٧ عضوا فقط من أعضاء المجمع. وبعد أن استعرض قسطنطين الآراء، وكان لا يزال على وثنيته فإنه مال إلى رأي اثناسيوس لما فيه من عقيدة وثنية تؤمن بتجسيد الآلهة ونزولها من السماء، فأقر مقالة اثناسيوس وطرد الأساقفة الموحدين وعلى رأسهم آريوس. وأخطر من هذا أنه قضى بحبس

<<  <   >  >>