للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(المقررات النصرانية) وإن كنا نقرر- سلفًا- أن الديانة النصرانية، ديانة مختصرة، إذ أن قضاياها تكاد تنحصر في مسألة أو مسألتين هما عمادها وأساسها!

فإذا ما نوقشت هاتان المسألتان، وثبت بطلانهما، فإن هذه الديانة بكل مقولاتها ومنقولاتها تتهاوى وتنهار!

المَسِيح. . الإله! أما المسألة الأولى، فهي القول بألوهية المسيح، أو بكونه واحدًا من الأقانيم الثلاثة التي تكون الإله الواحد كما تصوره الأسطورة الصليبية!

ولقد ناقشنا هذا الموضوع مناقشة واسعة. . . وبينا أن هذا الفكر إنما هو فكر وثني عاش في خلد الوثنيات القديمة، التي صورت لنفسها، أو صور لها الكهنوت، أن لله ابنًا، أو أن له أبناء. . .

والوثنيات القديمة التي شاركت في صياغة هذا الإفك، - أو الشرك- هي: الوثنيات المصرية، والإغريقية، والرومانية، والهندية، والعربية. . وما إليها من وثنيات تواصت بالفكر، والخرافة!!

ونقدم لهذا نموذجًا فيه مقارنة بين المسيحية والمثراسية (١) .

ويقول روبرتسون ٣٣٨. p pagan and christ: Ropertson ميثراس، هذه الديانة فارسية الأصل، وقد ازدهرت في بلاد فارس قبل الميلاد بحوالي ستة قرون، ثم نزحت إلى روما حوالي عام ٧٠ م. وانتشرت في بلاد الرومان، وصعدت إلى الشمال حتى وصلت إلى بريطانيا وقد اكتشفت بعض آثارها في مدينة يورك، ومدينة شستر وغيرها من مدن إنجلترا وتذكر هذه الديانة أن:

ميثراس كان وسيطا بين الله والناس.


(١) روبرتسون: المسيحية والوثنية. ص٣٣٨.

<<  <   >  >>