للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} (١) .

وقال تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} (٢) .

فالكذب أصل الشر، وأعظم الكذب ما كان كذبًا على الله عز وجل. . .

والصدق أصل الخير، وأعظمه الصدق في التبليغ عن الله تبارك وتعالى. .

وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا» .

وهذا المعنى يعرفه العقلاء من بني الإنسان، ولهذا، فإنه ينبغي لنا أن ننقل هذه المناقشة الواعية الدقيقة التي تمت بين (هِرْقَل) وبين (أبي سفيان) وهي مناقشة تنم عن فهم، وعلم، وعقل، اتسم بها (هرقل) . . .!

كان (هرقل) هذا. . . ملكًا على النصارى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولما أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، سأل عن عشرة أمور كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «حدثني أبو سفيان بن حرب من فِيْه إلى فيَّ، قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم هدنة، قال: فبينا أنا بالشام، إِذ جيء بكتاب


(١) سورة الزمر، آية ٣٢-٣٤.
(٢) سورة الزمر، آية ٦٠.

<<  <   >  >>