للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذِكْرُ صِفَةِ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا وَذَرْعِهَا

وَفِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنَ الْأَبْوَابِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ بَابًا، فِيهَا أَرْبَعُونَ طَاقًا، مِنْهَا فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى، وَهُوَ الشَّرْقِيُّ، خَمْسَةُ أَبْوَابٍ، وَهِيَ إِحْدَى عَشْرَةَ طَاقَةً، مِنْ ذَلِكَ الْبَابُ الْأَوَّلُ، وَهُوَ الْبَابُ الْكَبِيرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: بَابُ بَنِي شَيْبَةَ، وَهُوَ بَابُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَبِهِمْ كَانَ يُعْرَفُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ، فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ، وَعَلَيْهِ ثَلَاثُ طَاقَاتٍ، وَالطَّاقَاتُ طُولُهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، وَوُجُوهُهَا مَنْقُوشَةٌ، بِفُسَيْفِسَاءَ، وَعَلَى الْبَابِ رَوْشَنٌ سَاجٌ مَنْقُوشٌ مُزَخْرَفٌ بِالذَّهَبِ وَالزُّخْرُفِ، طُولُ الرَّوْشَنِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمِنَ الرَّوْشَنِ إِلَى الْأَرْضِ سَبْعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَعَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فِي أَعْلَى الْجَدْرِ يُوَاجِهُ مَنْ دَخَلَ مِنَ الْبَابِ كِتَابٌ فِيهِ مَكْتُوبٌ بِفُسَيْفِسَاءَ، فِيهِ ذِكْرُ عِمَارَةِ الْمَهْدِيِّ لَهُ، وَاسْمُ مَنْ عَمِلَهُ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَجَدْرَا الْبَابِ مُلَبَّسَانِ رُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ، وَفِي الْعَتَبَةِ مَرَاقٍ دَاخِلَةٌ فِي الْمَسْجِدِ يُنْزَلُ بِهَا إِلَيْهِ

⦗١٨٩⦘

وَالْبَابُ الثَّانِي طَاقٌ طُولُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ، كَانَ يَفْتَحُ فِي رَحْبَةٍ كَانَتْ فِي مَوْضِعِ دَارِ الْقَوَارِيرِ، وَهُوَ بَابُ دَارِ الْقَوَارِيرِ وَالْبَابُ الثَّالِثُ طَاقٌ وَاحِدٌ طُولُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ، وَهُوَ بَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُ وَيَدْخُلُهُ مِنْ مَنْزِلِهِ الَّذِي فِي زُقَاقِ الْعَطَّارِينَ، يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَالْبَابُ الرَّابِعِ فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ، وَعَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ، طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشَةٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ، وَعَلَى الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ مَنْقُوشٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ، طُولُهُ سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمِنْ أَعْلَى الرَّوْشَنِ إِلَى الْعَتَبَةِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ وَاحِدٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَالْجَدْرَانِ مُلَبَّسَانِ رُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَخْضَرَ ورُخَامًا مُمَوَّهًا مَنْقُوشًا بِالذَّهَبِ، يُرْتَقَى إِلَيْهِ بِسَبْعِ دَرَجَاتٍ، وَهُوَ بَابُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَعِنْدَهُ عَلَمُ الْمَسْعَى مِنْ خَارِجٍ، وَعَلَى جِدَارِ الْبَابِ مُسْتَقْبَلَ مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ كِتَابٌ بِفُسَيْفِسَاءَ سُودٌ، كُتِبَ بِاسْمِ عَبْدِ الِلَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ سَنَةَ عَمِلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، يَذْكُرُ أَنَّ الْخَلِيفَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ فِي عِمَارَتِهِ، فَعَمَّرَهُ، وَذَكَرَ كَلَامًا فِيهِ وَالْبَابُ الْخَامِسُ، وَهُوَ بَابٌ بِسُوقِ اللَّيْلِ، وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْوَادِيَ، وَسِعَةُ مَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ وَاحِدٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَفِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ عَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ، وَعَارِضُ الْبَابِ مُلَبَّسٌ صَفَائِحِ رُخَامٍ أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَصْفَرَ، وَرُخَامًا مَنْقُوشًا مُمَوَّهًا

⦗١٩٠⦘

بِالذَّهَبِ، وَفَوْقَ الْبَابِ رَوْشَنٌ سَاجٌ مَنْقُوشٌ بِالذَّهَبِ وَالزُّخْرُفِ، طُولُهُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمِنْ أَعْلَى الرَّوْشَنِ إِلَى عَتَبَةِ الْبَابِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ خَمْسُ دَرَجَاتٍ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي، وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِي، وَهُوَ شِقُّ الْمَسْجِدِ الْيَمَانِيِّ، سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، وَسَبْعَةَ عَشَرَ طَاقًا مِنْهَا الْبَابُ الْأَوَّلُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهِ طَاقَانِ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَفِي الْعَتَبَةِ خَمْسُ دَرَجَاتٍ، وَهُوَ الْبَابُ الْأَعْلَى، يُقَالُ لَهُ: بَابُ بَنِي عَائِذٍ وَالْبَابُ الثَّانِي فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَفِي الْعَتَبَةِ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ فِي بَطْنِ الْوَادِي، وَهُوَ بَابُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ وَالْبَابُ الثَّالِثُ، وَهُوَ بَابُ الصَّفَا، فِيهِ أَرْبَعُ أَسَاطِينَ، عَلَيْهَا خَمْسُ طَاقَاتٍ، طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَالطَّاقُ الْأَوْسَطُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ، وَأُسْطُوَانَتَا الطَّاقِ الْأَوْسَطِ أَيْضًا مِنْهَا مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِمَا بِالذَّهَبِ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، وَجَدْرُ الْبَابِ مُلَبَّسٌ رُخَامًا مَنْقُوشًا

⦗١٩١⦘

بِالذَّهَبِ، وَرُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَخْضَرَ وَلَوْنَ لَازَوَرْدٍ وَفِي عَتَبَاتِ الْبَابِ سِتُّ دَرَجَاتٍ، وَفِي الدَّرَجَةِ الرَّابِعَةِ إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَذْوَ الطَّاقِ الْأَوْسَطِ رَصَاصَةٌ تُشْبِهُ الْحَجَرَ، عَلَامَةٌ مِنْ رَصَاصٍ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، ذَكَرَ الْمَكِّيُّونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطِئَ فِي مَوْضِعِهَا حَيْثُ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا، وَكَانَتْ هَذِهِ الرَّصَاصَةُ فِي وَسَطِ الزُّقَاقِ يَتَحَرَّونَهَا وَيَحْذُونَهَا مَوْطِئَ طَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ: بَابُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، كَانَتْ دُورُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَا بَيْنَ الصَّفَا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَمَوْضِعُ الْجُنْبُذِ الَّتِي يُسْقَى فِيهَا الْمَاءُ، وَعِنْدَ بِرْكَةِ الصَّفَا هَلُمَّ جَرًّا إِلَى رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ تَحَوَّلَتْ بَنُو عَدِيٍّ إِلَى دُورِ بَنِي سَهْمٍ، وَبَاعُوا مَنَازِلَهُمْ جَمِيعًا فِيمَا هُنَالِكَ فِيمَا يَذْكُرُونَ، إِلَّا آلَ صَدَّادٍ، وَآلَ الْمُؤَمَّلِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَيُقَالُ لَهُ: بَابُ بَنِي مَخْزُومٍ، وَبِهِمْ يُعْرَفُ، وَقَدْ قَالُوا: هُوَ لِبَنِي مَخْزُومٍ، وَاحْتَجُّوا فِي ذَلِكَ بِالْحَدِيثِ:

<<  <  ج: ص:  >  >>