للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: النظام الاجتماعي في الإسلام]

[مدخل]

...

[المبحث الثاني: النظام الاجتماعي في الإسلام]

تمهيد:

١٣٠- من الحقائق الثابتة التي أشار إليها العلَّامة ابن خلدون في مقدمته أنَّ الاجتماع الإنساني ضروري، وهو ما يعبّر عنه بقول بعضهم: الإنسان مدني بالطبع، ومعنى ذلك أنَّ المجتمع ضروري للإنسان، وهو ما يؤيده الواقع، فالإنسان يولد في المجتمع ويعيش فيه ويموت فيه.

١٣١- وإذا كان المجتمع ضروريًّا للإنسان ولا بُدَّ من وجوده، فإن النظام -على أيِّ نحوٍ كان- ضروري للمجتمع، لا يتصور وجوده بدونه؛ لأنَّ الأفراد لا يمكنهم العيش بحرية مطلقة داخل المجتمع، وإلا كان في ذلك هلاكهم، أو اضطراب حياتهم، وانقلاب مجتمعهم إلى مجتمع حيوانات كالذي نشاهده في الغابات، ولهذا كان لا بُدَّ من نظامٍ للمجتمع يتضمَّن الحدود التي يجب أن يقف عندها الجميع، والضوابط العامَّة التي يجب أن يلتزموا بها في سلوكهم، حتى يستطيعوا العيش بأمان واستقرار.

١٣٢- وإذا كان لكل مجتمع نظام على نحوٍ ما، فإنَّ هذا النظام لا بُدَّ له من أساس وأصول وأفكار يرتضيها المجتمع ويقوم عليها نظامه الذي يسير بموجبه، والنظام يكون صالحًا وفاسدًا تبعًا لصلاح أو فساد أساسه وأصوله وأفكاره التي يقوم عليها؛ لأن الفرع يتبع الأصل في الصلاح والفساد.

١٣٣- وإذا كان نظام المجتمع قد يكون صالحًا أو فاسدًا، فإن صلاحه وفساده ينعكس على أفراده ويتأثرون به، ويتحملون تبعاته، فيسعدون به أو يشقون، وعلى هذا يجب على من يريد الخير لنفسه ولمجتمعه أن يبحث ويتحرَّى عن الأساس

<<  <   >  >>