للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا يحكى عن أنوشروان انه قعد ذات يومٍ في نيروز أو مهرجان، ووضعت الموائد، ودخل وجوه الناس الإيوان على طبقاتهم ومراتبهم. وقام الموكلون بالموائد على رؤوس الناس، وكسرى بحيث يراهم.

فلما فرغ الناس من الطعام، جاؤوا بالشراب في آنية الفضة، وجامات الذهب. فشرب الأساورة وأهل الطبقة العالية في آنية الذهب. فلما انصرف الناس، ورفعت الموائد، أخذ بعض القوم جام ذهبٍ، فأخفاه في قبائه، وأنوشروان يلحظه. فصرف وجهه عنه.

وافتقد صاحب الشراب الجام، فصاح: لا يخرجن أحد من الدار حتى يفتش.

فقال كسرى: لاتتعرض لأحد! وأذن للناس فانصرفوا. فقال صاحب الشراب: أيها الملك! إنا فقدنا بعض آنية الذهب! فقال الملك: صدقت! قد أخذها من لا يردها عليك، وقد رآه من لا ينم عليه. فانصرف الرجل بالجام.

وهكذا فعل معاوية بن أبي سفيان في يوم عيدٍ، وقد قعد للناس، ووضعت الموائد وبدر الدراهم والدنانير للجوائز والصلات فجاء رجل من الجماعة، والناس يأكلون، فقعد على كيس فيه دنانير. فصاح به الخدم: تنح! فليس هذا بموضع لك.

فسمع معاوية،

<<  <   >  >>