للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحب في الله إيمان والحب مع الله شرك]

٩٣- فالحب في الله إيمان، والحب مع الله شرك.

٩٤- وكذلك إذا قال: "سبحان الله والحمد لله" فقد نزه الرب فنزه قلبه أن يصف الرب بما لا ينبغي له، فكلما سبح الرب تنزهت نفسه عن أن يصف الرب بشيء من السوء.

٩٥- كما قال سبحانه: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} (الصافات:١٨٠) .

٩٦- وقال: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً} (الإسراء:٤٣) .

٩٧-فهو سبحانه سبح نفسه عما يصفه المفترون والمشركون.

[تسبيح الرب فيه تزكية للنفس]

٩٨- فإذا سبح الرب كان قد زكى نفسه، وقد سمى الله الأعمال الصالحة زكاة وتزكية في مثل قوله: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} (فصلت:٦، ٧) .

٩٩- قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس: {وَيُزَكِّيهِمْ} (البقرة: من الآية١٢٩) . قال: يعني بالزكاة طاعة الله والإخلاص (١) .

فجمع بين التزكية من الكفر والذنوب.


(١) "تفسير الطبري" (١/٥٥٨) ، و"تفسير القرطبي" (٢/١٧) ، و"فتح القدير" (٤/٣٥) . وطريق علي بن طلحة عن ابن عباس مرسلة لأنه لم يلق ابن عباس بل أرسل عنه التفسير، فقيل سمعه من مجاهد، وقيل من غيره، على أن علي بن طلحة قال فيه أحمد: له أشياء منكرات، قاله العلائي في "جزء الباقيات الصالحات" ص (٤٢،٤١) .

<<  <   >  >>