للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ تَعَالَى وَللَّه على النَّاس حج الْبَيْت من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمن كفر فَإِن الله غَنِي عَن الْعَالمين [سُورَة آل عمرَان ٩٧]

وَأما الْعباد فَإِنَّهُم محتاجون إِلَى من يستعملون لجلب مَنْفَعَة أَو دفع مضرَّة ويعطونه أُجْرَة نَفعه لَهُم

الثَّانِي

الثَّانِي أَن الله هُوَ الَّذِي من على الْعَامِل بِأَن خلقه أَولا وأحياه ورزقه ثمَّ بِأَن أرسل إِلَيْهِ الرُّسُل وَأنزل إِلَيْهِ الْكتب ثمَّ بِأَن يسر لَهُ الْعَمَل وحبب إِلَيْهِ الْإِيمَان وزينه فِي قلبه وَكره إِلَيْهِ الْكفْر والفسوق والعصيان

والمخلوق إِذا عمل لغيره لم يكن الْمُسْتَعْمل هُوَ الْخَالِق لعمل أجيره فَكيف يتَصَوَّر أَن يكون للْعَبد على الله عوض وَهُوَ خلقه وأحدثه وأنعم على العَبْد بِهِ وَهل تكون إِحْدَى نعمتيه عوضا عَن نعْمَته الْأُخْرَى وَهُوَ ينعم بكلتيهما

الثَّالِث

الْوَجْه الثَّالِث أَن عمل العَبْد لَو بلغ مَا بلغ لَيْسَ هُوَ مِمَّا يكون ثَوَاب الله مُقَابلا لَهُ ومعادلا حَتَّى يكون عوضا بل أقل أَجزَاء الثَّوَاب يسْتَوْجب أَضْعَاف ذَلِك الْعَمَل

الرَّابِع

الرَّابِع أَن العَبْد قد ينعم ويمتع فِي الدُّنْيَا بِمَا أنعم الله بِهِ عَلَيْهِ مِمَّا يسْتَحق بإزائه أَضْعَاف ذَلِك الْعَمَل إِذا طلبت المعادلة والمقابلة وَإِذا كَانَ كَذَلِك لم يبالغوا فِي الِاجْتِهَاد مُبَالغَة من يضرّهُ الِاجْتِهَاد كالمنبت الَّذِي لَا أَرضًا قطع وَلَا ظهرا أبقى وَزَالَ عَنْهُم الْعجب وشهدوا إِحْسَان الله بِالْعَمَلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>