للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلِهَذَا بعث الله الرُّسُل مبشرين ومنذرين مبشرين بِنِعْمَة الله التَّامَّة فِي جنته لمن أطاعهم فَاتبع الذّكر الَّذِي أنزل عَلَيْهِم وَاسْتعْمل الْقسْط الَّذِي بعثوا بِهِ ومنذرين بتعظيمهم عِقَاب الله لمن أعرض عَن ذَلِك وعصاهم فَكَانَ من الظَّالِمين

قَالَ تَعَالَى اهبطا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضكُم لبَعض عَدو فَأَما يَأْتينكُمْ مني هدي فَمن اتبع هُدَايَ فَلَا يضل وَلَا يشقي وَمن أعرض عَن ذكري فَإِن لَهُ معيشة ضنكا ونحشره يَوْم الْقِيَامَة أعمي وَقَالَ تَعَالَى فَمن تبع هُدَايَ فَلَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ وَالَّذين كفرُوا وكذبوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَاب النَّار هم فِيهَا خَالدُونَ

غلط المتفلسفة وَمن اتبعهم فِي أَمر هَذِه اللَّذَّات

وَقد غَلطت المتفلسفة من الصابئة وَالْمُشْرِكين وَنَحْوهم وَمن حذا حذوهم مِمَّن صنف فِي أَصْنَاف هَذِه اللَّذَّات كالرازي وَغَيره فِي أَمر هَذِه اللَّذَّات فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة حَتَّى جرهم ذَلِك الْغَلَط إِلَى الدَّين الْفَاسِد فِي الدُّنْيَا بالاعتقادات الْفَاسِدَة والعبادات والزهادات الْفَاسِدَة وَإِلَى التَّكْذِيب بِحَقِيقَة مَا أخبر الله بِهِ على ألسن رسله من وعده ووعيده فصاروا تاركين لما يَنْفَعهُمْ من لذات الدُّنْيَا معرضين عَمَّا خلقُوا لَهُ من لذات الْآخِرَة ومعتاضين عَن ذَلِك بِأخذ مَا يضرهم مِمَّا يظنون أَنه لَذَّة فِي الدُّنْيَا أَو موصل للذة فِي الدُّنْيَا وهم فِي ذَلِك إِن

<<  <  ج: ص:  >  >>