للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيقبل رجل على فرس فيضربني وترست له فلم يصنع شيئًا وولى فأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره. فجعل النبي ﷺ يصيح: "يابن أم عمارة أمك أمك" قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شعوب (١).

قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة، عن عمرو بن يحيى، عن أمه، عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ جرحًا وجعل الدم لا يرقأ. فقال النبي ﷺ: "اعصب جرحك".

فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقوها (٢) فربطت جرحي والنبي ﷺ واقف فقال: "انهض بني فضارب القوم" وجعل يقول: "من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة"؟!.

فأقبل الذي ضرب ابني فقال رسول الله: "هذا ضارب ابنك". قالت: فأعترض له فأضرب ساقه فبرك.

فرأيت رسول الله ﷺ يبتسم حتى رأيت نواجذه وقال: "استقدت (٣) يا أم عمارة"!

ثم أقبلنا نعله (٤) بالسلاح حتى أتينا على نفسه فقال النبي ﷺ: "الحمد لله الذي ظفرك".

أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن الحارث بن عبد الله: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدًا فلما تفرقوا، عن رسول الله ﷺ دنوت منه أنا وأمي نذب عنه. فقال: "ابن أم عمارة"؟ قلت: نعم قال: "ارم" فرميت بين يديه رجلًا بحجر وهو على فرس فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس. فوقع هو وصاحبة وجعلت أعلوه بالحجارة والنبي ﷺ يبتسم.

ونظر إلى جرح أمي على عاتقها فقال: "أمك أمك! اعصب جرحها! اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة".


(١) شعوب: من أسماء المنيه غير مصروف، وسميت شعوب لأنها تفرق.
(٢) الحقو: معقد الإزار، وجمعه أحق وأحقاء، ثم سُمي به الإزار للمجاورة.
(٣) استقدت: اقتصصت من القود وهو القصاص.
(٤) نعله: نتابع ضربه.

<<  <  ج: ص:  >  >>