للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي لفظ: "فلاحق للإزار في الكعبين" (١).

عقيل، ويونس، عن الزهري: أخبرني أبو إدريس، سمع حذيفة يقول: "والله، إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة" (٢).

قال حذيفة: كان الناس يسألون رسول الله Object عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني (٣).

الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: قام فينا رسول الله مقامًا، فحدثنا بما هو كائن إلى قيام الساعة، فحفظه من حفظه، ونسيه من نسيه (٤).

قلت: قد كان Object يرتل كلامه ويفسره، فلعله قال في مجلسه ذلك ما يكتب في جزء؛ فذكر أكبر الكوائن، ولو ذكر أكثر ما هو كائن في الوجود لما تهيأ أن يقوله في سنة، بل ولا في أعوام، ففكر في هذا.

مات حذيفة بالمدائن، سنة ست وثلاثين، وقد شاخ.

قال ابن سيرين: بعث عمر حذيفة على المدائن، فقرأ عهده عليهم. فقالوا: سل ما شئت. قال: طعامًا آكله، وعلف حماري هذا -ما دمت فيكم- من تبن.

فأقام فيهم ما شاء الله؛ ثم كتب إليه عمر: اقدم.

فلما بلغ عمر قدومه، كمن له على الطريق؛ فلمَّا رآه على الحال التي خرج عليها، أتاه فالتزمه، وقال: أنت أخي، وأنا أخوك.


(١) صحيح: أخرجه أحمد "٣/ ١٤٠ و ٢٤٩ و ٢٥٦"، والبيهقي في "شعب الإيمان" من طرق عن حميد، عن أنس مرفوعًا.
قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وللحديث شواهد منها: ما رواه ابن حبان "١٤٤٧"، وأحمد "٥/ ٣٨٢ و ٣٩٦ و ٣٩٨ و ٤٠٠"، والحميدي "٤٤٥" عن مسلم بن نذير، عن حذيفة.
وتابعه عند ابن حبان "١٤٤٨" الأغر أبو مسلم عن حذيفة.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم "٢٨٩١"، وأحمد "٥/ ٣٨٨ و ٤٠٧" من طرق عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني كان يقول: قال حذيفة بن اليمان: فذكره.
(٣) صحيح: سبق تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "٥٥"، وهو عند البخاري "٣٦٠٦" و"٧٠٨٤" ومسلم "١٨٤٧" "٥١"، وغيرهما فراجعه ثَمَّتَ.
(٤) صحيح: أخرجه البخاري "٦٦٠٤"، ومسلم "٢٨٩١".

<<  <  ج: ص:  >  >>