للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: قد كان أبو موسى صوَّامًا قوامًا، ربانيًّا، زاهدًا، عابدًا، ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر، لم تغيره الإمارة، ولا اغترَّ بالدنيا.

ومن عواليه:

أخبرنا الفقيهان: يحيى بن أبي منصور، وعبد الرحمن بن محمد كتابه، قالا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، حدثنا الأنصاري، حدثنا سليمان "ح". وبه إلى الشافعي، حدثنا محمد بن مسلمة -واللفظ له: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال:

كنا مع النبي ﷺ في سفر، وكان القوم يصعدون ثنية أو عقبة، فإذا صعد الرجل قال: لا إله إلَّا الله والله أكبر -أحسبه قال: بأعلى صوته، ورسول الله ﷺ على بغلته يعترضها في الجبل، فقال: "أيها الناس، إنكم لا تنادون أصمّ ولا غائبًا"، ثم قال: "يا عبد الله بن قيس، أو يا أبا موسى، ألَا أدلك على كلمة من كنوز الجنة"، قلت: بلى يا رسول الله، قال: "قل: لا حول ولا قوة إلَّا بالله" (١).

قد مَرَّ أن أبا موسى توفي سنة اثنتين وأربعين.

وقال أبو أحمد الحاكم: توفي سنة اثنتين، وقيل: سنة ثلاث وأربعين.

وقال أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وقعنب بن المحرر: توفي سنة أربع وأربعين.

وأما الواقدي فقال: مات سنة اثنتين وخمسين، وقال المدائني: سنة ثلاث وخمسين بعد المغيرة.

وقد ذكرت في "طبقات القراء": توفي أبو موسى في ذي الحجة، سنة أربع وأربعين على الصحيح.

ابن سعد: أخبرنا يزيد وعفان، قالا: حدثنا حمّاد، عن ثابت، عن أنس، أن أبا موسى


(١) صحيح: أخرجه أحمد "٤/ ٤٠٢ و ٤٠٣"، والبخاري "٤٢٠٥" و"٦٣٨٤" و"٧٣٨٦"، ومسلم "٢٧٠٤"، وأبو داود "١٥٢٧" و"١٥٢٨"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "٥٣٧" و"٥٣٨"، ابن ماجه "٣٨٢٤" من طرق عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>