للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن لهيعة عن يونس عن ابن شهاب: قدم عمر الجابية فبقى على الشام أميرين أبا عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان ثم توفي يزيد فنعاه عمر إلى أبي سفيان فقال: ومن أمرت مكانه؟ قال: معاوية فقال: وصلتك يا أمير المؤمنين رحم.

وقال خليفة: ثم جمع عمر الشام كلها لمعاوية وأقره عثمان.

قلت: حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم -وهو ثغر- فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضي الناس بسخائه وحلمه وإن كان بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك. وإن كان غيره من أصحاب رسول الله Object خيراً منه بكثير وأفضل وأصلح فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه وله هنات وأمور والله الموعد.

وكان محبباً إلى رعيته عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة ولم يهجه أحد في دولته بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك.

عن إسماعيل بن أمية: أن عمر أفرد معاوية بالشام ورزقه في الشهر ثمانين ديناراً. والمحفوظ أن الذي أفرد معاوية بالشام عثمان.

وعن رجل قال: لما قدم عمر الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم وهيئة فلما دنا منه قال: أنت صاحب الموكب العظيم؟ قال: نعم. قال: مع ما بلغني عنك من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك. قال: نعم. قال ولم تفعل ذلك؟ قال نحن بأرض جواسيس العدو بها كثير فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يرهبهم فإن نهيتني انتهيت قال يا معاوية! ما أسألك عن شيء إلا تركتني في مثل رواجب الضرس لئن كان ما قلت حقاً إنه لرأي أريب وإن كان باطلاً فإنه لخدعة أديب قال فمرني قال: لا آمرك ولا أنهاك. فقيل: يا أمير المؤمنين! ما أحسن ما صدر عما أوردته قال: لحسن مصادره وموارده جشمناه ما جشمناه.

ورويت بإسنادين عن العتبي نحوها. مسلم بن جندب عن أسلم مولى عمر قال: قدم معاوية وهو أبض الناس وأجملهم فخرج مع عمر إلى الحج وكان عمر ينظر إليه فيعجب ويضع أصبعه على متنه ثم يرفعها عن مثل الشراك فيقول: بخ بخ نحن إذا خير الناس إن جمع لنا خير الدنيا والآخرة. قال: يا أمير المؤمنين! سأحدثك إنا بأرض الحمامات والريف. قال عمر: سأحدثك ما بك إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>