للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حصين بن عبد الرحمن، عن العلاء بن أبي عائشة، عن أبيه، عن رأس الجالوت قال: كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي.

المطلب بن زياد، عن السدي قال: رأيت الحسين وله جمَّة خارجة من تحت عمامته.

وقال العيزار بن حريث: رأيت على الحسين مطرفًا من خز.

وعن الشعبي قال: رأيت الحسين يتختم في شهر رمضان.

وروى جماعة أنَّ الحسين كان يخضِّب بالوسمة، وأن خضابه أسود.

بلغنا أنَّ الحسين لم يعجبه ما عمل أخوه الحسن من تسليم الخلافة إلى معاوية، بل كان رأيه القتال، ولكنه كظم وأطاع أخاه وبايع، وكان يقبل جوائز معاوية، ومعاوية يرى له ويحترمه ويجعله، فلما أن فعل معاوية ما فعل بعد وفاة السيد الحسن من العهد بالخلافة إلى ولده يزيد، تألم الحسين، وحقَّ له، وامتنع هو وابن أبي بكر وابن الزبير من المبايعة، حتى قهرهم معاوية، وأخذ بيعتهم مكرهين، وغلبوا وعجزوا عن سلطان الوقت، فلمَّا مات معاوية تسلَّم الخلافة يزيد، وبايعه أكثر الناس، ولم يبايع له ابن الزبير، ولا الحسين، وأنفوا من ذلك، ورام كل واحد منهما الأمر لنفسه، وسارا في الليل من المدينة.

سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس قال: استشارني الحسين في الخروج. فقلت: لولا أن يزرى بي وبك لنشبت يدي في رأسك، فقال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إليَّ من أن أستحلَّ حرمتها -يعني مكة، وكان ذلك الذي سلَّى نفسي عنه.

يحيى بن إسماعيل البجلي: حدثنا الشعبي، قال: كان ابن عمر قدم المدينة، فأخبر أنَّ الحسين قد توجَّه إلى العراق، فلحقه على مسيرة ليلتين، فقال: أين تريد? قال: العراق، ومعه طوامير وكتب، فقال: لا تأتهم. قال: هذه كتبهم وبيعتهم، فقال: إن الله خيّر نبيه بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه لا يليها أحد منكم أبدًا، وما صرفها الله عنكم إلَّا للذي هو خير لكم، فارجعوا، فأبى، فاعتنقه ابن عمر، وقال: أستودعك الله من قتيل.

زاد فيه الحسن بن عيينة، عن يحيى بن إسماعيل، عن الشعبي: ناشده، وقال: إن أهل العراق قوم مناكير، قتلوا أباك، وضربوا أخاك، وفعلوا، وفعلوا.

ابن المبارك، عن بشر بن غالب، أنَّ الزبير قال للحسين: إلى أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك، وطعنوا أخاك، فقال: لأن أقتل أحبّ إلي من أن تستحلّ -يعني: مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>