للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحيى بن بكير: حدثني الليث، قال: أبى الحسين أن يستأسر حتى قتل بالطف، وانطلقوا ببنيه علي وفاطمة وسكينة إلى يزيد، فجعل سكينة خلف سريره لئلَّا ترى رأس أبيها، وعليّ في غل، فضرب على ثنيتي الحسين، وتمثَّل بذاك البيت، فقال علي: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ﴾ [الحديد: ٢٢]، الآية، فثقل على يزيد أن تمثَّل ببيت، وتلا عليّ آية، فقال بل: ﴿فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم﴾ [الشورى: ٣٠]. فقال: أما -والله- لو رآنا رسول الله Object لأحبَّ أن يخلينا، قال: صدقت، فخلوهم، قال: ولو وقفنا بين يديه لأحبَّ أن يقربنا، قال: صدقت، قربوهم، فجعلت سكينة وفاطمة تتطاولان لتريا الرأس، وبقي يزيد يتطاول في مجلسه ليستره عنهما، ثم أمر لهم بجهاز، وأصلح آلتهم، وخرجوا إلى المدينة.

كثير بن هشام: حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي زياد قال: لما أُتِيَ يزيد برأس الحسين جعل ينكت سنّه ويقول: ما كنت أظن أبا عبد الله بلغ هذا السن، وإذا لحيته ورأسه قد نصل من الخضاب.

وممن قتل مع الحسين إخوته الأربعة: جعفر، وعتيق، ومحمد، والعباس الأكبر، وابنه الكبير علي، وابنه عبد الله، وكان ابنه علي زين العابدين مريضًا فسلم، وكان يزيد يكرمه ويرعاه.

وقتل مع الحسين ابن أخيه القاسم بن الحسن، وعبد الله وعبد الرحمن ابنا مسلم بن عقيل بن أبي طالب، ومحمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

المدائني، عن إبراهيم بن محمد، عن عمرو بن دينار، حدثنا محمد بن علي، عن أبيه قال: قتل الحسين، وأدخلنا الكوفة، فلقينا رجل، فأدخلنا منزله، فألحفنا، فنمت، فلم أستيقظ إلَّا بحسّ الخيل في الأزقة، فحملنا إلى يزيد، فدمعت عينه حين رآنا، وأعطانا ما شئنا، وقال: إنه سيكون في قومك أمور، فلا تدخل معهم، فلمَّا كان يوم الحرة ما كان، كتب مع مسلم بن عقبة بأماني، فلما فرغ من القتال مسلم بعث إليّ فجئته، فرمى إلي بالكتاب، وإذا فيه: استوص بعلي بن الحسين خيرًا، وإن دخل معهم في أمرهم، فأمَّنه واعف عنه، وإن لم يكن معهم فقد أصاب وأحسن.

فأولاد الحسين هم: علي الأكبر الذي قتل مع أبيه، وعلي زين العابدين، وذريته عدد كثير، وجعفر، وعبد الله، ولم يعقبا.

فولد لزين العابدين الحسن، والحسين -ماتا صغيرين، ومحمد الباقر، وعبد الله، وزيد، وعمر، وعلي، ومحمد الأوسط -ولم يعقب، وعبد الرحمن، وحسين الصغير، والقاسم -ولم يعقب.

<<  <  ج: ص:  >  >>