للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكنَّى أبا المغيرة.

له إدراك، وُلِدَ عام الهجرة، وأسلم زمن الصديق وهو مراهق. وهو أخو أبي بكرة الثقفي الصحابي لأمه. ثم كان كاتبًا لأبي موسى الأشعري زمن إمرته على البصرة.

سمع من عمر، وغيره.

روى عنه: ابن سيرين، وعبد الله بن عمير، وجماعة.

وكان من نبلاء الرجال رأيًا وعقلًا، وحزمًا ودهاءً وفطنة، كان يُضْرَب به المثل في النبل والسؤدد.

وكان كاتبًا بليغًا. كتب أيضًا للمغيرة، ولابن عباس، وناب عنه بالبصرة.

يقال: إن أبا سفيان أتى الطائف، فسكر فطلب بغيًا، فواقع سمية، وكانت مزوَّجة بعبيد، فولدت من جماعة زيادًا. فلمَّا رآه معاوية من أفراد الدهر، استعطفه وادعاه، وقال: نزل من ظهر أبي.

ولما مات علي كان زياد نائبًا له على إقليم فارس.

قال ابن سيرين: قال زياد لأبي بكرة: ألم تر أمير المؤمنين يريدني على كذا وكذا، وقد ولدت على فراش عبيد، وأشبهته؟ وقد علمت أن رسول الله Object قال: "من ادَّعى إلى غير أبيه فليتبوأ مقعده من النار" (٢)، ثم أتى في العام المقبل، وقد ادَّعاه.


(٢) صحيح بغير هذا اللفظ: أخرجه البخاري "٦٧٦٦" و"٦٧٦٧"، والبيهقي "٧/ ٤٠٣" من طريق مسدد، حدثنا خالد -وهو ابن عبد الله، حدثنا خالد، عن أبي عثمان، عن سعد Object قال: سمعت النبي Object يقول: "من ادَّعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام" فذكرته لأبي بكرة فقال: وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله Object، وأخرجه أحمد "٥/ ٤٦"، ومسلم "٦٣" "١١٤"، والبيهقي "٧/ ٤٠٣" من طرق عن هشيم بن بشير أخبرنا خالد، عن أبي عثمان قال: لما ادَّعى زياد، لقيت أبا بكرة فقلت له: ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أذناي من رسول الله Object وهو يقول: "من ادعى أبًا في الإسلام غير أبيه، يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام" فقال أبو بكرة: وأنا سمعته من رسول الله Object.
وأخرجه الطيالسي "١٩٩"، وأحمد "١/ ١٧٤ و ١٧٩" و"٥/ ٣٨"، والبخاري "٤٣٢٦" و"٤٣٢٧" ومسلم "٦٣" "١١٥"، وأبو داود "٥١١٣"، وابن ماجه "٢٦١٠"، والدارمي "٢/ ٢٤٤ و ٣٤٣"، وأبو عوانة "١/ ٢٨ و ٢٩"، والبغوي "٢٣٧٦" من طرق عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سعد وأبي بكرة، كلاهما يقول: سمعته أذناي، ووعاه قلبي محمد Object يقول: "من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام".

<<  <  ج: ص:  >  >>