للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسجد، أرسل إلى سعيد بن المسيب رجلًا يدعوه ولا يحركه. فأتاه الرسول، وقال: أجب أمير المؤمنين، واقف بالباب يريد أن يكلمك فقال: ما لأمير المؤمنين إلي حاجة، ومالي إليه حاجة وإن حاجته لي غير مقضية فرجع الرسول، فأخبره، فقال: ارجع، فقل له: إنما أريد أن أكلمك، ولا تحركه فرجع إليه فقال له: أجب أمير المؤمنين فرد عليه مثل ما قال أولًا. فقال: لولا أن تقدم إلي فيك، ما ذهبت إليه إلَّا برأسك يرسل إليك أمير المؤمنين يكلمك تقول: مثل هذا فقال: إن كان يريد أن يصنع بي خيرًا فهو لك، وإن كان يريد غير ذلك فلا أرحل حبوتي حتى يقضي ما هو قاض فأتاه فأخبره فقال: رحم الله أبا محمد أبى إلَّا صلابة.

زاد عمرو بن عاصم في حديثه بهذا الإسناد: فلما استخلف الوليد، قدم المدينة، فدخل المسجد، فرأى شيخًا قد اجتمع عليه الناس فقال: من هذا؟ قالوا: سعيد بن المسيب فلما جلس أرسل إليه، فأتاه الرسول فقال: أجب أمير المؤمنين. فقال: لعلك أخطأت باسمي، أو لعله أرسلك إلى غيري. فرد الرسول، فأخبره، فغضب، وهم به. قال: وفي الناس يومئذ تقية فأقبلوا عليه فقالوا: يا أمير المؤمنين فقيه المدينة، وشيخ قريش، وصديق أبيك، لم يطمع ملك قبلك أن يأتيه. فما زالوا به حتى أضرب عنه.

عمران بن عبد الله -من أصحاب سعيد بن المسيب: ما علمت فيه لينًا. قلت: كان عند سعيد بن المسيب أمر عظيم من بني أمية وسوء سيرتهم، وكان لا يقبل عطاءهم.

قال معن بن عيسى: حدثنا مالك، عن ابن شهاب: قلت لسعيد بن المسيب: لو تبديت وذكرت له البادية وعيشها والغنم. فقال كيف بشهود العتمة.

ابن سعد: أنبأنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي، أنبأنا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم سمعت سعيد بن المسيب يقول: لقد رأيتني ليالي الحرة، وما في المسجد أحد غيري. وإن أهل الشام ليدخلون زمرًا يقولون: انظروا إلى هذا المجنون. وما يأتي وقت صلاة إلَّا وسمعت أذانًا في القبر، ثم تقدمت فأقمت، وصليت، وما في المسجد أحد غيري.

عبد الحميد هذا: ضعيف.

الواقدي: حدثنا طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: كان سعيد أيام الحرة في المسجد لم يخرج، وكان يصلي معهم الجمعة، ويخرج في الليل. قال: فكنت إذا حانت الصلاة أسمع أذانًا يخرج من قبل القبر حتى أمن الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>