للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذكر معراج النبي ﷺ إلى السماء]

قال الله تعالى: ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ [النجم: ٥ - ١١]، وقال: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾ [النجم: (١٣)، ١٤]، تفسير ذلك: قال زائدة وغيره، عن أبي إسحاق الشيباني، قال: سألت زر بن حبيش عن قوله تعالى: ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ فقال: حدثنا عبد الله بن مسعود، أنه رأى جبريل له ستمائة جناح أخرجاه (١).

وروى شعبة، عن الشيباني هذا، لكن قال: سألته عن قوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: ١٨]، فذكر أنه رأى جبريل له ستمائة جناح.

وقال البخاري: قبيصة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ قال: رأى رفرفا أخضر قد ملأ الأفق (٢).

وقال حماد بن سلمة: حدثنا عاصم، عن زر، عن عبد الله ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ [النجم: ١٣]، قال: قال رسول الله ﷺ: رأيت جبريل عند سدرة، عليه ستمائة جناح، ينفض من ريشه التهاويل الدر والياقوت. عاصم بن بهدلة القارئ، ليس بالقوي.

وقال مالك بن مغول، عن الزبير بن عدي، عن طلحة بن مصرف، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، قال: لما أسري بالنبي ﷺ فانتهى إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة -كذا قال- وإليها ينتهي ما يصعد به، حتى يقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها، حتى يقبض منها ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [النجم: ١٦]، قال: غشيها فراش من ذهب، وأعطي رسول الله ﷺ الصلوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشكر بالله من أمته المقحمات (٣). أخرجه مسلم.


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٣٢٣٢"، ومسلم "١٧٤" من طريق أبي إسحاق الشيباني به.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري "٤٨٥٨" حدثنا قبيصة، به.
وأخرجه البخاري "٣٢٣٣" حدثنا حفص بن عمر، شعبة عن الأعمش به.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم "١٧٣" حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، حدثنا مالك بن مغول، به. وقوله "المقحمات": معناه الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار وتقحمهم فيها والتقحم: الوقوع في المهالك. والمعنى: من مات من هذه الأمة غير مشرك بالله غفر له المقحمات.

<<  <  ج: ص:  >  >>