للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعنه ابنه عبد الله وشعبة والثوري وزائدة وهشيم وآخرون هرب إلى واسط من بني العباس فقتل بها مع الأمير ابن هبيرة.

وقد روى عنه عمرو بن دينار مع تقدمه وثقه أحمد وابن معين وكان مرجئاً ينال من علي ﵁.

قتل في أواخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة وهو من عجائب الزمان كوفي ناصبي ويندر أن تجد كوفياً إلا وهو يتشيع.

وكان الناس في الصدر الأول بعد وقعة صفين على أقسام: أهل سنة وهم أولو العلم وهم محبون للصحابة كافون عن الخوض فيما شجر بينهم كسعد وابن عمر ومحمد بن سلمة وأمم ثم شيعة يتوالون وينالون ممن حاربوا عليا ويقولون إنهم مسلمون بغاة ظلمة ثم نواصب وهم الذين حاربوا عليا يوم صفين ويقرون بإسلام علي وسابقيه ويقولون خذل الخليفة عثمان فما علمت في ذلك الزمان شيعيا كفر معاوية وحزبه ولا ناصبيا كفر عليا وحزبه بل دخلوا في سب وبغض ثم صار اليوم شيعة زماننا يكفرون الصحابة ويبرؤون منهم جهلا وعدوانا ويتعدون إلى الصديق قاتلهم الله وأما نواصب وقتنا فقليل وما علمت فيهم من يكفر عليا ولا صحابيا.

٧٨٥ - يزيد بن الوليد (١١٧)

ابن عبد الملك بن مروان الخليفة أبو خالد القرشي الأموي الدمشقي الملقب بالناقص لكونه نقص عطاء الأجناد توثب على ابن عمه الوليد بن يزيد وتم له الأمر كما مر واستولى على دار الخلافة في سنة ست وعشرين ولكنه ما متع ولا بلع ريقه.

ذكر سليمان بن أبي شيخ أن قتيبة بن مسلم الأمير غزا بما وراء النهر فظفر بابنتي فيروز بن الملك يزدجرد فبعث بهما إلى الحجاج فبعث منهما بشاهفرند إلى الوليد فولدت له يزيد وجدة فيروز هي بنت خاقان ملك الترك وأمهما هي ابنة قيصر عظيم الروم فكان يفتخر ويقول:

أنا ابن كسرى وأبي فمروان … وقيصر جدي وجدي خاقان

قال خليفة بن خياط: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه أن يزيد بن الوليد خطب عند قتل الوليد فقال: إني والله ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا حرصاً على الدنيا ولا


(١١٧) ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى (١/ ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>