للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله Object: من ينظر ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد. قال: أنت أبو جهل؟ فأخذ بلحيته. فقال: هل فوق رجل قتلتموه، أو قتله قومه؟ أخرجه البخاري ومسلم (١).

وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن عبد الله أنه أتى أبا جهل فقال: قد أخزاك الله. فقال: هل أعمد من رجل قتلتموه؟ أخرجه البخاري (٢).

وقال عثام بن علي: حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال: انتهيت إلى أبي جهل وهو صريع، وعليه بيضة، ومعه سيف جيد، ومعي سيف رث.

فجعلت أنقف رأسه بسيفين وأذكر نقفا كان ينقف رأسي بمكة، حتى ضعفت يده، فأخذت سيفه، فرفع رأسه فقال: على من كانت الدبرة، لنا أو علينا؟ ألست رويعينا بمكة؟ قال: فقتلته. ثم أتيت النبي Object، فقلت: قتلت أبا جهل. فقال: "آلله الذي لا إله إلا هو"؟. فاستحلفني ثلاث مرار. ثم قام معي إليهم، فدعا عليهم.

وروي نحوه عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق وفيه: فاستحلفني وقال: "الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق فأرنيه". فانطلقت فأريته. فقال: "هذا فرعون هذه الأمة".

وروي عن أبي إسحاق أن النبي Object لما بلغه قتله خر ساجدا.

وقال الواقدي: وقف رسول الله Object على مصرع ابني عفراء فقال: "يرحم الله ابني عفراء، فهما شركاء في قتل فرعون هذه الأمة ورأس أئمة الكفر". فقيل: يا رسول الله، ومن قتله معهما؟ قال: "الملائكة، وابن مسعود قد شرك في قتله".


(١) صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "١٤/ ٣٧٣"، وأحمد "٣/ ١١٥ و ١٢٩ و ٢٣٦"، والبخاري "٣٩٦٢" و"٣٩٦٣" و"٤٠٢٠"، ومسلم "١٨٠٠"، وأبو يعلى "٤٠٦٣" و"٤٠٧٤"، وأبو عونة "٤/ ٢٢٨ و ٢٢٨ - ٢٢٩"، والبيهقي في "السنن" "٩/ ٩٢"، وفي "الدلائل" "٣/ ٨٦" من طرق عن سليمان التيمي، به.
ابنا عفراء: هما معاذ ومعوذ، وعفراء أمهما.
وهل فوق رجل قتلتموه: أي لا عار علي في قتلكم إياي.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري "٣٩٦١" حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو أسامة، حدثنا إسماعيل، به.
وقوله: "هل أعمد من رجل قتلتموه": أعمد بالمهملة أفعل تفضيل من عمد أي هلك، يقال عمد البعير عمدا بالتحريك إذا ورم سنامه من عض القتب فهو عميد، ويكنى بذلك عن الهلاك، وقيل غير ذلك.
وقيل معنى أعمد أعجب، وقيل بمعنى أغضب، وقيل معناه هل زاد على سيد قتله قومه قاله أبو عبيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>