للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال علي بن المديني: هو عندي حجة في رجال، وهو أعلم الناس بثابت البناني، وعمار بن أبي عمار، ومن تكلم في حماد، فاتهموه في الدين.

قلت: كان بحرًا من بحور العلم، وله أوهام في سعة ما روى، وهو صدوق حجة -إن شاء الله- وليس هو في الإتقان كحماد بن زيد، وتحايد البخاري إخراج حديثه، إلا حديثًا خرجه في الرقاق، فقال: قال لي أبو الوليد: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي. ولم ينحط حديثه عن رتبة الحسن ومسلم روى له في الأصول، عن ثابت، وحميد، لكونه خبيرًا بهما.

قال عمرو بن عاصم: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفًا.

جعفر الطيالسي: سمعت عفان يقول: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفًا.

وقال حجاج بن منهال: حدثنا حماد بن سلمة، وكان من أئمة الدين.

قال أبو عبد الله الحاكم: قد قيل في سوء حفظ حماد بن سلمة، وجمعه بين جماعة في الإسناد بلفظ واحد، ولم يخرج له مسلم في الأصول، إلا من حديثه عن ثابت، وله في كتابه أحاديث في الشواهد عن غير ثابت.

قال عبد الله بن معاوية الجُمَحي: حدثنا الحمادان، وفَضْلُ بن سلمة على ابن زيد، كفضل الدينار على الدرهم -يعني: الذي اسم جده دينار، أفضل من حماد بن زيد الذي اسم جده درهم. وهذا محمول على جلالته ودينه، وأما الإتقان، فمسلَّم إلى ابن زيد، هو نظير مالك في التثبت.

قال شهاب بن مُعَمَّر البَلْخي: كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال.

قلت: وكان مع إمامته في الحديث إمامًا كبيرًا في العربية، فقيهًا، فصيحًا، رأسًا في السنة، صاحب تصانيف.

قال عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت غدًا، ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا.

قلت: كانت أوقاته معمورة بالتعبد والأوراد.

وقال عفان: قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة، لكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير، وقراءة القرآن، والعمل لله -تعالى- منه.

وقال عباس، عن ابن معين: حديثه في أول أمره وآخره واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>