للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزبير بن بكار: حدثنا مطرف، حدثنا مالك، قال: لما أجمعت التحويل عن مجلس ربيعة، جلست أنا وسليمان بن بلال في ناحية المسجد، فلما قام ربيعة، عدل إلينا، فقال: يا مالك، تلعب بنفسك زفنت (١)، وصفق لك سليمان، بلغت إلى أن تتخذ مجلسًا لنفسك?! ارجع إلى مجلسك.

قال الهيثم بن جميل: سمعت مالكًا سئل عن ثمانٍ وأربعين مسألة، فأجاب في اثنتين وثلاثين منها بـ: لا أدري.

وعن خالد بن خداش، قال: قدمت على مالك بأربعين مسألة، فما أجابني منها إلا في خمس مسائل.

ابن وهب عن مالك، سمع عبد الله بن يزيد بن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول: "لا أدري"، حتى يكون ذلك أصلا يفزعون إليه.

قال ابن عبد البر: صح عن أبي الدرداء أن: "لا أدري" نصف العلم.

قال محمد بن رمح: رأيت النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله! إن مالكًا والليث يختلفان، فبأيهما آخذ? قال: "مالك، مالك".

أشهب، عن عبد العزيز الدراوردي، قال: دخلت مسجد النبي ﷺ فوافيته يخطب، إذ أقبل مالك، فلما أبصره النبي ﷺ قال: "إليَّ، إليَّ" فأقبل حتى دنا منه، فسل ﷺ خاتمه من خنصره، فوضعه في خنصر مالك.

محمد بن جرير: حدثنا العباس بن الوليد، حدثنا إبراهيم بن حماد الزهري، سمعت مالكًا يقول: قال لي المهدي: ضع يا أبا عبد الله كتابًا أحمل الأمة عليه. فقلت: يا أمير المؤمنين، أما هذا الصُّقع -وأشرت إلى المغرب- فقد كفيته، وأما الشام، ففيهم من قد علمت -يعني: الأوزاعي- وأما العراق، فهم أهل العراق.

ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر، سمعت بن عمر مالكًا يقول: لما حج المنصور، دعاني، فدخلت عليه، فحادثته، وسألني، فأجبته، فقال: عزمت أن آمر بكتبك هذه -يعني: "الموطأ"- فتنسخ نسخًا، ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين بنسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها، ويدعوا ما سوى ذلك من العلم المحدث، فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم. قلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل، فإن الناس قد سيقت إليهم أقاويل،


(١) زفنت: الزفن: الرقص.

<<  <  ج: ص:  >  >>