للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي أويس، سمعت مالكًا يقول: القرآن كلام الله، وكلام الله منه، وليس من الله شيء مخلوق.

قال القاضي عياض في سيرة مالك: قال ابن نافع، وأشهب -وأحدهما يزيد على الآخر: قلت: يا أبا عبد الله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: (٢٢)، ٢٣]، ينظرون إلى الله? قال: نعم، بأعينهم هاتين. قلت: فإن قومًا يقولون: ناظرة: بمعنى منتظرة إلى الثواب. قال: بل تنظر إلى الله، أما سمعت قول موسى: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ [الأعراف: ١٤٣]، أتراه سأل محالا? قال الله: ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ في الدنيا، لأنها دار فناء، فإذا صاروا إلى دار البقاء، نظروا بما يبقى إلى ما يبقى. قال -تعالى: ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: ١٥].

قال القاضي: وقال غير واحد، عن مالك: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وبعضه أفضل من بعض.

قال: وقال ابن القاسم: كان مالك يقول: الإيمان يزيد. وتوقف عن النقصان.

قال: روى ابن نافع، عن مالك: من قال: القرآن مخلوق، يجلد ويحبس.

قال: وفي رواية بشر بن بكر، عن مالك قال: يقتل، ولا تقبل له توبة.

يونس الصدفي: حدثنا أشهب، عن مالك، قال: القدرية، لا تناكحوهم، ولا تصلوا خلفهم.

أحمد بن عيسى: حدثنا ابن وهب، قال: قال مالك: لا يستتاب من سب النبي ﷺ من الكفار والمسلمين.

أبو أحمد بن عدي: حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر، حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر، قال: قال ابن القاسم: سألت مالكًا عمن حدث بالحديث: الذين قالوا: "إن الله خلق آدم على صورته" (١)، والحديث الذي جاء: "إن الله يكشف عن


(١) صحيح: أخرجه عبد الرزاق "١٩٤٣٥"، ومن طريقه أخرجه أحمد "٢/ ٣١٥"، والبخاري "٣٣٢٦" و"٦٢٢٧"، ومسلم "٢٨٤١"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص ٤٠ - ٤١"، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" "٧١١"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص ٢٨٩ - ٢٩٠"، والبغوي "٣٢٩٨" عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "خلق الله ﷿ آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يجيبونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال: فذهب فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. قال: فزادوه ورحمة الله. قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، وطوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن".

<<  <  ج: ص:  >  >>