للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَنْصَارِيُّ: تُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ، وَتُرَدِّدُ هَذَا الكَلاَمَ وَأَنْتَ لاَ تَدْرِي مَنْ رَوَاهُ عَنْ نَبِيِّكَ? بَاعَدَ اللهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الفِقْهِ فَقَسَمَهَا الأَنْصَارِيُّ فِي أَصْحَابِهِ.

البَيَانُ فِي صِحَّةِ ذَلِكَ: فَإِنَّ المِنْقَرِيَّ وَاهٍ. وَكَانَ الأَنْصَارِيُّ قَدْ أَخَذَ الفِقْهَ عَنْ: عُثْمَانَ البَتِّيِّ، وَسَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ العَنْبَرِيِّ، وَوَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ زَمَنَ الرَّشِيْدِ بَعْدَ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، وَوَلِي بِهَا القَضَاءَ ثُمَّ رَجَعَ فَعَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ: أَنَّ الرَّشِيْدَ قَلَّدَهُ القَضَاءَ بِالجَانِبِ الشَّرقِيِّ بَعْدَ العَوْفِيِّ فَلَمَّا، وَلِيَ الأَمِيْنُ عَزَلَهُ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى المَظَالِمِ بَعْدَ ابْنِ علية.

قَالَ ابْنُ مُثَنَّى: سَمِعْتُ الأَنْصَارِيَّ: كَانَ يَأْتِي عَلَيَّ قَبْلَ اليَوْمِ عَشْرَةُ أَيَّامٍ لاَ أَشرَبُ المَاءَ، وَاليَوْمَ أَشْرَبُ كُلَّ يَوْمَيْنِ وَمَا أَتَيْتُ سُلْطَاناً قَطُّ إلَّا وَأَنَا كَارِهٌ.

وَقِيْلَ: تَفَقَّهَ بِزُفَرَ، وَبأَبِي يُوْسُفَ فَاللهُ أَعْلَمُ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ الأَنْصَارِيُّ بِالبَصْرَةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ.

قُلْتُ: عَاشَ سَبْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ أَسنَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَلَهُ جُزْءٌ مَشْهُوْرٌ مِنَ العَوَالِي تَفَرَّدَ بِهِ التَّاجُ الكندي، وجزء آخَرُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ عَنْهُ، سمعناه من طريق السلفي، وجزء رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ المُهَلَّبُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُهَلَّبِ المُهَلَّبِيُّ وَيَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي الغَيْلاَنِيَّاتِ، وَمَا فِي شُيُوْخِ البُخَارِيِّ أَحَدٌ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَلاَ أَعْلَى رِوَايَةً بَلَى لَهُ عِنْدَ البُخَارِيِّ نُظَرَاءُ، مِنْهُم: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى وَأَبُو عَاصِمٍ، وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ رَحِمَهُمُ الله.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ أَنَّ أَبَا عَاصِمٍ حَدَّثَهُم، عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الجنة فإذا عامة من يَدْخُلُهَا المَسَاكِيْنُ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا النِّسَاءُ" ١.

أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ من وجوه عن التيمي.


١ صحيح: أخرجه البخاري "٦٥٤٧"، ومسلم "٢٧٣٦"، وأحمد "٥/ ٢٠٥، ٢٠٩، ٢١٠" وعبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد" "١٣١".

<<  <  ج: ص:  >  >>