للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٦٤ - يعقوب (١):

الوزير الكبير، الزاهد، الخاشع، أبو يعقوب بن داود بن طهمان الفارسي، الكاتب.

كان والده كاتبًا للأمير نصر بن سيَّار، متولي خراسان، فلما خرج هناك يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بعد مصرع أبيه زيد، كان داود يناصح يحيى سرًا، ثم قتل يحيى، وظهر أبو مسلم صاحب الدعوة، وطلب بدم يحيى، وتتبع قتلته فجاءه داود مطمئنًا إليه، فطالبه بمال، ثم أمنه، وتخرج أولاده في الآداب، وهلك أبوهم، ثم أظهروا مقالة الزيدية، وانضموا إلى آل حسن، ونزحوا ظهورهم. وجال يعقوب بن داود في البلاد، ثم صار أخوه علي بن داود كاتبًا لإبراهيم بن عبد الله الثائر بالبصرة، فلما قتل إبراهيم، اختفوا مدة، ثم ظفر المنصور بهذين، فسجنهما، ثم استخلف المهدي، فمن عليهما، وكان معهما في المطبق إسحاق بن الفضل الهاشمي، فلزماه، وبقي المهدي يتطلب عيسى بن زيد بن علي، والحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن، فأخبر بأن يعقوب يدري، فأدخل عليه يعقوب في عباءة وعمامة قطن، ففاتحه، فوجده من نبلاء الرجال، فسأله عن عيسى، فقيل: وعده بأن يدخل بينه وبينه. فعظمه المهدي، وملأ عينه، واختص به، ولم يزل في ارتقاء وتقدم حتى وزر له، ففوض إليه أزمة الأمور، وتمكن، فولى الزيدية المناصب، حتى قال بشار بن برد:

بني أمية هبوا طال نومكم … إن الخليفة يعقوب بن داود

ضاعت خلافتنا يا قوم فاطلبوا … خليفة الله بين الدن والعود


(١) ترجمته في تاريخ بغداد "١٤/ ٢٦٢"، وفيات الأعيان لابن خلكان "٧/ ترجمة ٨٣٠"، والعبر "١/ ٢٤٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>