للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صفوان بن عسال، فقال: ما جاء بك? قلت: جئت ابتغاء العلم، قال: فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم، رضى لما يطلب. قلت: حك في نفسي -أو صدري- مسح على الخفين بعد الغائط والبول، فهل سمعت من رسول الله ﷺ في ذلك شيئًا? قال: نعم، كان يأمرنا إذا كنا سفرًا، أو مسافرين، أن ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن، إلا من جنابة، لكن من غائط، أو بول، أو نوم.

قلت: هل سمعته يذكر الهوى? قال: نعم، بينا نحن معه ﷺ في مسير، إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري، فقال: يا محمد! فأجابه على نحو من كلامه: هاؤم. قال: أرأيت رجلا أحب قومًا، ولما يلحق بهم? قال: "المرء مع من أحب". ثم أنشأ يحدثنا: أن من قبل المغرب بابًا يفتح الله للتوبة مسيرة عرضه أربعون سنة، فلا يزال مفتوحًا حتى تطلع الشمس من قبله، وذلك قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ﴾ [الأنعام: ١٥٨] الآية (١).

وبه، قال ابن عاصم: سمعت من ابن عيينة، وأنا محرم لبعض النساء، ومن حج بعدي لم يره، مات: سنة ثمان وتسعين ومائة.

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر، أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدينوري ببغداد، أخبرنا عمي محمد بن عبد العزيز في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، حدثنا ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي ﷺ لما جاء إلى مكة، دخلها من أعلاها، وخرج من أسفلها (٢). أخرجه: الشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

أخبرنا أحمد بن إسحاق المصري، أخبرنا أحمد بن يوسف، والفتح بن عبد السلام، قالا: أخبرنا محمد بن عمر القاضي، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز، أخبرنا علي بن السكري، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي سنة ثلاث وثلاثمائة، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا ابن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر بن عبد


(١) حسن: أخرجه الترمذي "٣٥٣٦" من طريق حماد بن زيد، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال المرادي، به في حديث طويل. وقال الترمذي: حسن صحيح.
قلت: إسناده حسن، عاصم، هو ابن أبي النجود، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".
(٢) صحيح: أخرجه البخاري "١٥٧٧"، ومسلم "١٢٥٨"، وأبو داود "١٨٦٨" و"١٨٦٩"، والترمذي "٨٥٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>