للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى العباس بن الوليد الخلال، عن عرفة بن إسماعيل، عن ابن إدريس، قال: سمعت شعبة يقول: مات حماد بن أبي سليمان سنة عشرين ومائة، ثم قال ابن إدريس: وفيها مولدي، فهذا قول شاذ.

وتوفي سنة (٩٢)، قاله أحمد، وابن مثنى، والأشج، وابن سعد، وزاد في عشر ذي الحجة، وقد غلط بعض القراء، وزعم أن ابن إدريس تلا على ابن كثير، ما لحقه، ولا قارب.

ورُويَ عن رجل، عن وكيع: أن عبد الله بن إدريس امتنع من القضاء، وقال للرشيد: لا أصلح. فقال الرشيد: وددت أني لم أكن رأيتك. فقال: وأنا وددت أني لم أكن رأيتك، فخرج، ثم ولى حفص ابن غياث، وبعث الرشيد بخمسة آلاف إلى ابن إدريس، فقال للرسول -وصاح به: مر من هنا. فبعث إليه الرشيد: لم تل لنا، ولم تقبل صلتنا، فإذا جاءك ابني المأمون، فحدثه. فقال: إن جاء مع الجماعة حدثناه، وحلف ألا يكلم حفص بن غياث حتى يموت.

أبو سعيد الأشج: حدثنا ابن إدريس، قال لي الأعمش: والله لأحدثتك شهرًا. فقلت: والله لا أتيتك سنة. قال: ثم أتيته بعد سنة. فقال: ابن إدريس? قلت: نعم. قال: أحب أن يكون للعربي مرارة.

قال حسين بن عمرو العَنْقَزِي: لما نزل بعبد الله بن إدريس الموت: بكت بنته. فقال: لا تبكي، قد ختمت في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.

قال يعقوب بن شيبة: سمعت علي بن المديني، وجعل يذم قراءة حمزة، وقال: إنما نزل القرآن بلغة قريش، وهي التفخيم، فقال له: بشر بن موسى: حدثنا نوفل. فقال ابن المديني: نوفل ثقة. قال: سمعت عبد الله بن إدريس يقول لحمزة: اتق الله، فإنك رجل تتأله، وهذه القراءة ليست قراءة عبد الله، ولا قراءة غيره. فقال حمزة: أما إني أتحرج أن أقرأ بها في المحراب. قلت: لم? قال: لأنها لم تكن قراءة القوم. قلت: فما تصنع بها إذًا? قال: إن رجعت من سفري، لأتركنها. ثم قال ابن إدريس: ما أستجيز أن أقول لمن يقرأ لحمزة: إنه صاحب سنة.

قلت: اشتهر تحذير ابن إدريس من ذلك، والله يغفر له، وقد تلقى المسلمون حروفه بالقبول، وأجمعوا اليوم عليها. وأعلى ما يقع حديث ابن إدريس في جزء ابن عرفة.

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن أحمد، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أخبرنا سعيد بن البناء، أخبرنا علي بن البسري، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن إدريس، وجرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله Object: "إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله -تعالى- فيها خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة".

أخرجه مسلم (١) عن عثمان، عن جرير وحده.


(١) صحيح: أخرجه مسلم "٧٥٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>