للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكوفة? قلت: في بني رؤاس. قال: أين من منزل الجراح بن مليح? قلت: ذاك أبي؟ وكان على بيت المال. قال لي أذهب، فجئني بعطائي، وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث. فجئت إلى أبي، فأخبرته، قال: خذ نصف العطاء، واذهب، فإذا حدثك بالخمسة، فخذ النصف الآخر، حتى تكون عشرة. فأتيته بنصف عطائه، فوضعه في كفه، وقال: هكذا. ثم سكت، فقلت: حدثني. فأملى علي حديثين، فقلت: وعدتني بخمسة. قال: فأين الدراهم كلها? أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يدر أن الأعمش مدرب، قد شهد الوقائع، اذهب، فجئني بتمامه، فجئته، فحدثني بخمسة، فكان إذا كان كل شهر، جئته بعطائه، فحدثني بخمسة أحاديث.

قال قاسم بن يزيد الجرمي: كان الثوري يدعو وكيعًا وهو غلام، فيقول: يا رؤاسي! تعال، أي شيء سمعت? فيقول: حدثني فلان بكذا، وسفيان يتبسم، ويتعجب من حفظه.

قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع، وكان جهبذًا سمعته يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة، إلا في صحيفة يومًا. فقلت له: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها. قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة، أربعة أحاديث ليست بكثيرة في ذلك.

وقال يحيى بن معين: سمعت وكيعًا يقول: ما كتبت عن الثوري قط، كنت أتحفظ، فإذا رجعت إلى المنزل كتبتها.

قال محمد بن عمران الأخنسي: سمعت يحيى بن يمان يقول: نظر سفيان إلى عيني وكيع، فقال: لا يموت هذا الرؤاسي حتى يكون له شأن. فمات سفيان، وجلس وكيع مكانه.

قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لأبي بكر بن عياش: حدثنا. قال: قد كبرنا ونسينا الحديث، اذهب إلى وكيع في بني رؤاس.

قال الشاذكوني: قال لنا أبو نعيم يومًا: ما دام هذا التنين حيًا -يعني: وكيعًا- ما يفلح أحدًا معه.

قلت: كان وكيع أسمر، ضخمًا، سمينًا.

قال ابن عدي: حديث عن نوح بن حبيب، عن عبد الرزاق، قال: رأيت الثوري، وابن عيينه، ومعمرًا، ومالكًا، ورأيت ورأيت، فما رأت عيناي قط مثل وكيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>