للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: مني? قلت: نعم. فسكت، ولو قال لي شيئًا، لوثب أصحاب الحديث عليه. قال: فبلغ ذلك وكيعًا، فقال: يحيى صاحبنا، وكان بعد ذلك يعرف لي، ويرحب.

قلت: مر قول أحمد: إن عبد الرحمن يسلم منه السلف، والظاهر أن وكيعًا فيه تشيع يسير، لا يضر -إن شاء الله- فإنه كوفي في الجملة، وقد صنف كتاب فضائل الصحابة، سمعناه قدم فيه باب مناقب علي على مناقب عثمان Object.

قال الحسين بن محمد بن عفير: حدثنا أحمد بن سنان، قال: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يتحدث في مجلسه، ولا يقوم أحد ولا يبرى فيه قلم، ولا يبتسم أحد، وكان وكيع يكونون في مجلسه كأنهم في صلاة، فإن أنكر من أمرهم شيئًا، انتعل، ودخل، وكان ابن نمير يغضب ويصيح، وإن رأى من يبري قلمًا، تغير وجهه غضبًا.

قال تميم بن محمد الطوسي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عليكم بمصنفات وكيع.

محمد بن أحمد بن مسعود: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، سمعت أبي يقول: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث.

وقال علي بن المديني: كان وكيع يلحن، ولو حدثت عنه بألفاظه، لكانت عجبًا، كان يقول: حدثنا مِسْعَر، عن "عيشة".

نقلها: يعقوب بن شيبة، عنه.

وقال أحمد بن حنبل: كان وكيع أحفظ من عبد الرحمن بكثير.

قال عبد الله بن أحمد: عن أبيه: ابن مهدي أكثر تصحيفًا من وكيع، لكنه أقل خطأ.

وقال إبراهيم الحربي: سمعت أحمد يقول: ما رأت عيناي مثل وكيع قط، يحفظ الحديث جيدًا، ويذاكر بالفقه، فيحسن مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.

قال الحافظ أحمد بن سهل النيسابوري: دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة، فسمعته يقول: كان وكيع إمام المسلمين في زمانه.

قال سلم بن جنادة: جالست وكيعًا سبع سنين، فما رأيته بزق، ولا مس حصاة، ولا جلس مجلسًا فتحرك، وما رأيته إلا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله.

وقال أبو سعيد الأشج: كنت عند وكيع، فجاءه رجل يدعوه إلى عرس، فقال أثم نبيذ؟ قال: لا. قال: لا نحضر عرسًا ليس فيه نبيذ. قال: فإني آتيكم به، فقام.

<<  <  ج: ص:  >  >>