للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبلغنا أن مالكًا الإمام كان يكتب إليه: إلى عبد الله بن وهب مفتي أهل مصر، ولم يفعل هذا مع غيره. وقد ذكر عنده ابن وهب، وابن القاسم، فقال مالك: ابن وهب عالم، وابن القاسم فقيه.

قال أحمد بن سعيد الهمذاني: دخل ابن وهب الحمام فسمع قارئًا يقرأ: ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّار﴾ [المؤمن: ٤٧]، فغشي عليه.

قال أبو زيد بن أبي الغمر: كنا نسمي ابن وهب: ديوان العلم.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة: نظرت لابن وهب في نحو ثمانين ألف حديث.

قلت: هذه رواية أخرى عن أبي زرعة.

قال أبو عمر بن عبد البر: جد عبد الله بن وهب هو مسلم مولى ريحانة، مولاة عبد الرحمن بن يزيد بن أنيس الفهري.

وقال أحمد بن عبد الرحمن: بحشل: طلب عباد بن محمد الأمير عمي ليوليه القضاء، فتغيب عمي فهدم عباد بعض دارنا فقال الصباحي لعباد: متى طمع هذا الكذا وكذا أن يلي القضاء؟! فبلغ ذلك عمي، فدعا عليه بالعمى. قال: فعمي الصباحي بعد جمعة.

قال حجاج بن رشدين: سمعت عبد الله بن وهب يتذمر، ويصيح فأشرفت عليه من غرفتي فقلت: ما شأنك يا أبا محمد? قال: يا أبا الحسن! بينما أنا أرجو أن أحشر في زمرة العلماء أحشر في زمرة القضاة. قال: فتغيب في يومه فطلبوه.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا حرملة: سمعت ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا فأجهدني فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أتصدق بدرهم فمن حب الدراهم تركت الغيبة.

قلت: هكذا -والله- كان العلماء، وهذا هو ثمرة العلم النافع، وعبد الله حجة مطلقًا، وحديثه كثير في الصحاح، وفي دواوين الإسلام، وحسبك بالنسائي، وتعنته في النقد حيث يقول: وابن وهب ثقة ما أعلمه روى عن الثقات حديثًا منكرًا.

قلت: أكثر في تواليفه من المقاطيع والمعضلات، وأكثر عن ابن سمعان وبابته، وقد تمعقل بعض الأئمة على ابن وهب في أخذه للحديث، وأنه كان يترخص في الأخذ، وسواء ترخص

<<  <  ج: ص:  >  >>