للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يلي الفرما فقال له يحيى البرمكي: كان يختطف الروم الناس من الحرم، وتدخل مراكبهم إلى الحجاز.

وعن إسحاق الموصلي: أن الرشيد أجازه مرة بمائتي ألف درهم.

قال عبد الرزاق: كنت مع الفضيل بمكة، فمر هارون فقال الفضيل: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه لو مات لرأيت أمورًا عظامًا.

يحيى بن أبي طالب: حدثنا عمار بن ليث الواسطي سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تموت أشد علي موتًا من أمير المؤمنين هارون، ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره. قال: فكبر ذلك علينا، فلما مات هارون، وظهرت الفتن وكان من المأمون ما حمل الناس على خلق القرآن، قلنا: الشيخ كان أعلم بما تكلم.

قال الجاحظ اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره، وزراؤه: البرامكة وقاضيه: القاضي أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة ونديمه: العباس بن محمد عم والده، وحاجبه: الفضل بن الربيع أتيه الناس، ومغنيه: إبراهيم الموصلي، وزوجته: زبيدة.

قيل: إن هارون أعطى ابن عيينة مائة ألف درهم وأعطى مرة أبا بكر بن عياش ستة آلاف دينار.

ومحاسنه كثيرة، وله أخبار شائعة في اللهو واللذات، والغناء الله يسمح له.

قال ابن حزم: أراه كان يشرب النبيذ المختلف فيه لا الخمر المتفق على حرمتها، قال: ثم جاهر جهارًا قبيحًا.

قلت: حج غير مرة، وله فتوحات، ومواقف مشهودة، ومنها فتح مدينة هرقلة، ومات غازيًا بخراسان، وقبره بمدينة طوس عاش خمسًا، وأربعين سنة وصلى عليه، ولده صالح.

توفي في ثالث جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة.

وزر له يحيى بن خالد مدة، وأحسن إلى العلوية، وحج سنة ١٧٣ وعزل عن خراسان جعفر بن أشعث بولده العباس بن جعفر، وحج أيضًا في العام الآتي، وعقد بولاية العهد لولده الأمين صغيرًا، فكان أقبح، وهن تم في الإسلام، وأرضى الأمراء بأموال عظيمة وتحرك عليه بأرض الديلم يحيى بن عبد الله بن حسن الحسيني، وعظم أمره، وبادر إليه الرافضة، فتنكد عيش الرشيد، واغتنم وجهز له الفضل ابن وزيره في خمسين ألفًا فخارت قوى يحيى، وطلب الأمان فأجابه ولاطفه، ثم ظفر به وحبسه ثم تعلل ومات.

ويقال: ناله من الرشيد أربع مائة ألف دينار، وثار بالشام أبو الهندام المري

<<  <  ج: ص:  >  >>