للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسمعته يقول وقد قال له رجل: تأخذ بهذا الحديث يا أبا عبد الله؟ فقال: متى رويت عن رسول الله حديثًا صحيحًا، ولم آخذ به فأشهدكم أن عقلي قد ذهب.

وقال الحميدي: روى الشافعي يومًا حديثا فقلت: أتأخذ به؟ فقال: رأيتني خرجت من كنيسة، أو علي زنار حتى إذا سمعت عن رسول الله ﷺ حديثا لا أقول به؟!

قال الربيع: وسمعته يقول: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله ﷺ حديثا فلم أقل به.

وقال أبو ثور: سمعته يقول: كل حديث عن النبي ﷺ فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني.

ويروى أنه قال: إذا صح الحديث فهو مذهبي وإذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط.

محمد بن بشر العكري وغيره: حدثنا الربيع بن سليمان قال: كان الشافعي قد جزأ الليل: فثلثه الأول يكتب، والثاني يصلي والثالث ينام.

قلت: أفعاله الثلاثة عبادة بالنية.

قال زكريا الساجي: حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني حسين الكرابيسي: بت مع الشافعي ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة آية، وكان لا يمر بآية رحمة إلَّا سأل الله، ولا بآية عذاب إلَّا تعوذ وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعًا.

قال الربيع بن سليمان من طريقين عنه بل أكثر: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة.

ورواها ابن أبي حاتم عنه فزاد: كل ذلك في صلاة.

أبو عوانة الإسفراييني: حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول: ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلَّا مرة فأدخلت يدي فتقيأتها.

رواها ابن أبي حاتم عن الربيع وزاد: لأن الشبع يثقل البدن ويقسي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم ويضعف عن العبادة. الزبير بن عبد الواحد: أخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم بن مطر سمعت الربيع قال لي الشافعي: عليك بالزهد فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>