للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال محمد بن سعد الكاتب: كان القنبعي عابدًا فاضلًا قرأ على مالك كتبه.

قال أبو بكر الشيرازي في كتاب الألقاب له: سمعت أبا إسحاق المستملي سمعت أحمد بن منير البلخي سمعت حمدان بن سهل البلخي الفقيه يقول: ما رأيت أحدًا إذا رؤي ذكر الله تعالي إلَّا القعنبي ﵀ فإنه كان إذا مر بمجلس يقولون: لا إله إلَّا الله.

وقيل: كان يسمى الراهب لعبادته وفضيله.

وروى عبد الله بن أحمد بن الهيثم، عن جده قال: كنا إذا أتينا القعنبي خرج إلينا كأنه مشرف على جهنم.

قال محمد بن عبد الله الزهيري عن الحنيني قال: كنا عند مالك فقدم ابن قعنب من سفر فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض.

وقال أبو عبد الله الحاكم: قال الدارقطني يقدم في الموطأ معن بن عيسى، وابن وهب والقعنبي ثم قال، وأبو مصعب ثقة في الموطأ.

وقد رويت حكاية في سماع القعنبي لذاك الحديث من شعبة لا تصح، وأنه هجم عليه بيته فوجده يبول في بلوعة فقال: حدثني فلامه وعنفه وقال: تهجم علي داري ثم تقول: حدثني وأنا على هذه الحالة؟! قال: إني أخشى الفوت فروى له الحديث في قلة الحياء وحلف أن لا يحدثه بسواه.

وفي الجملة: لم يدرك القعنبي شعبة إلَّا في آخر أيامه فلم يكثر عنه، وقد حدثه أفلح عن القاسم بن محمد، وأفلح أكبر من شعبة قليلًا.

وقد سمعت الموطأ بحلب، وبعلبك من رواية القعنبي عن مالك.

وهو أكبر شيخ لمسلم سمع منه في أيام الموسم في ذي الحجة سنة عشرين ولم يكثر عنه.

ومات القعنبي: في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين.

قال محمد بن عمر بن لبابة الأندلسي: حدثنا مالك بن علي القرشي حدثنا القعنبي قال: دخلت على مالك فوجدته باكيًا فقلت: يا أبا عبد الله ما الذي يبكيك؟! قال: يا ابن قعنب! على ما فرط مني ليتني جلدت بكل كلمة تكلمت بها في هذا الأمر بسوط، ولم يكن فرط مني ما فرط من هذا الرأي، وهذه المسائل قد كان لي سعة فيما سبقت إليه.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، وجماعة إجازة قالوا: أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا

<<  <  ج: ص:  >  >>