للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنع الأفشين المذكور من الطعام، حتى هلك ثم صلب ميتا وأحرق مع أصنام عنده، وهو من أولاد الأكاسرة، وكان أكبر الدولة.

وأما المازيار واسمه محمد بن قارن فظالم غاشم جبار ظهر بطبرستان، وحارب عسكر المعتصم، ثم أسر فضرب حتى مات وصلب، وترك أموالًا لا تنحصر.

وفي سنة ٢٢٧: ظهر أبو حرب المبرقع بفلسطين! وزعم أنه السفياني، ودعا إلى إقامة الحق، وكان قتل جنديًا آذى زوجته ثم ألبس وجهه برقعًا، وأقام بالغور واستفحل أمره واجتمع عليه أهل البر، وتفاقم الأمر فسار لحربه أمير دمشق رجاء الحصاري في ألف فارس فوجده في زهاء مائة ألف فهابه فلما جاء وقت الزراعة، تفرقوا حتي بقي في نحو ألفين فالتقوا وكان المبرقع شجاعًا مقدامًا، فحمل على الجيش فأفرجوا فأحاطوا به فأسروه وسجن فمات.

قال ابن عائذ: واقع رجاء أهل المرج وجسرين، وكفر بطنا وسقبا وقتل خلق.

وقيل: بيت أهل كفر بطنا فقتل أزيد من مائة ألف، وقتل الأطفال وقتل من الجند ثلاث مائة.

قال نفطويه: يقال للمعتصم: المثمن فإنه ثامن بني العباس، وتملك ثماني سنين وثمانية أشهر، وله فتوحات ثمانية: بابك وعمورية والزط، وبحر البصرة وقلعة الأجراف وعرب ديار ربيعة والشاري، وفتح مصر يعني: قهر أهلها قبل خلافته وقتل ثمانية: بابك والأفشين ومازيار وباطيس ورئيس الزنادقة و عجيفًا وقارون وأمير الرافضة.

وقال غير نفطويه: خلف من الذهب ثمانية آلاف ألف دينار وثمانية عشر ألف ألف درهم، وثمانين ألف فرس وثمانية آلاف مملوك، وثمانية آلاف جارية وبنى ثمانية قصور، وقيل: بلغ مماليكه ثمانية عشر ألفًا، وكان ذا سطوة إذا غضب لا يبالي من قتل.

قال إسحاق الموصلي: دخلت عليه وعنده قينة تغني فقال: كيف ترى؟ قلت: تقهر الغناء برفق، وتجيله برفق وتخرج من شيء إلى ما هو أحسن منه، وفي صوتها شجًا وشذور أحسن من در علي نحور فقال: وصفك لها أحسن خذها لك فامتنعت لعلمي بمحبته لها فأعطاني مقدار قيمتها.

قيل: لما تجهز لغزو عمورية زعم المنجمون أنه طالع نحس ويكسر فانتصر، فقال أبو تمام تلك القصيدة:

<<  <  ج: ص:  >  >>