للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سليمان بن أحمد، حدثنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا عبد الحميد بن بهرام حدثنا شهر سمعت أم سلمة تقول: جاءت فاطمة غدية بثريد لها تحملها في طبق، حتى وضعتها بين يديه Object فقال لها: "أين ابن عمك"؟. قالت: هو في البيت قال: "ادعيه وائتيني بابني". قالت: فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد، وعلي يمشي في أثرها حتى دخلوا على رسول الله Object فأجلسهما في حجره، وجلس علي على يمينه، وجلست فاطمة عن يساره. قالت أم سلمة: فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت، ببرمة فيها خزيرة (١)، فجلسوا يأكلون من تلك البرمة وأنا أصلي في تلك الحجرة، فنزلت هذه الآية: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣]. فأخذ فضل الكساء فغشاهم ثم أخرج يده اليمنى من الكساء، وألوى بها إلى السماء ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي". قالت: فأدخلت رأسي فقلت: يا رسول الله وأنا معكم قال: "أنت إلى خير". مرتين (٢).

رواه الترمذي مختصرًا وصححه من طريق الثوري عن زبيد عن شهر بن حوشب.


(١) قوله: بُرْمَة: هي القدر. والخزيرة: لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. وقيل: هي حسا من دقيق ودسم. وقيل: إذا كان من دقيق فهي حريرة، وإذا كان من نخالة فهي خزيرة.
(٢) أخرجه الطبراني في "الكبير" "٣/ ٢٦٦٦" حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قالا: حدثنا حجاج بن المنهال "ح" وحدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، به.
قلت: فيه شهر بن حوشب، ضعيف سيئ الحفظ. وقد ورد بهذا اللفظ عن أم سلمة عند الترمذي "٣٢٠٥"، "٣٧٨٧" حدثنا قتيبة، حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي Object، عن أمه في قصة.
قلت: إن كان يحيى بن عبيد هو المكي، مولى بني مخزوم، فهو ثقة، والإسناد حسن، وإلا فهو مجهول ويضعف الإسناد به، وهذا الراوي لم يتبين للحافظ المزي، وللحافظ ابن حجر العسقلاني لم يتبين لهما من هو فقال: يحتمل أن يكون يحيى بن عبيد المكي وإلا فهو مجهول، وإن كنت أرجح أن الحديث ضعيف بهذا اللفظ لجهالة هذا الرجل لماذا؟ لأن الترمذي قال في إثر الحديث: "هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة".
يقول محمد أيمن الشبراوي: اصطلاح الترمذي هذا: "هذا حديث غريب" معروف عند الأكابر بله أصاغر طلاب علم الحديث أن الحديث ضعيف عنده، فيحيى بن عبيد ليس المكي، وإنما هو رجل مجهول والله تعالى أعلم. لكن قد ورد الحديث عن عائشة قالت: خرج النبي Object وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله. ثم جاء الحسين فدخل معه. ثم جاءت فاطمة فأدخلها. ثم جاء علي فأدخله. ثم قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣]. أخرجه مسلم "٢٤٢٤" بإسناده عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، به، وقد سبق لنا تخريج هذا الحديث في المجلد الرابع بتعليقنا وتخريجنا رقم "٦٥٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>