للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو القائل:

ولو كانت الأرزاق تجرى على الحجى … هلكن إذًا من جهلهن البهائم

ولم يجتمع شرق وغرب لقاصد … ولا المجد في كف امرئ والدراهم

وله:

ألم ترني خليت نفسي وشأنها … فلم أحفل الدنيا ولا حدثانها

لقد خوفتني الحادثات صروفها … ولو أمنتني ما قبلت أمانها

يقولون هل يبكي الفتى لخريدة … متى ما أراد اعتاض عشرًا مكانها

وهل يستعيض المرء من خمس كفه … ولو صاغ من حر اللجين بنانها

وديوان أبي تمام كبير سائر ولما مات رثاه محمد بن عبد الملك الوزير، فقال:

نبأ ألم مقلقل الأحشاء … لما أتى من أعظم الأنباء

قالوا حبيب قد ثوى فأجبتهم … ناشدتكم لا تجعلوه الطائي

وللحسن بن وهب الوزير:

فجع القريض بخاتم الشعراء … وغدير روضتها حبيب الطائي

ماتا معًا فتجاورا في حفرة … وكذاك كانا قبل في الأحياء

وكان بن وهب قد اعتنى بأبي تمام، وولاه بريد الموصل، فأقام بها أكثر من سنة. ومات: في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

وقال مخلد الموصلي: مات في المحرم، سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

وأما نفطويه، وغيره فورخوا موته بسامراء في سنة ثمان وعشرين ومائتين.

ويقال: عاش نيفًا وأربعين سنة. عفا الله عنه ورحمه.

قال الصولي: كان واحد عصره في ديباجة لفظه، وفصاحة شعره وحسن أسلوبه. ألف "الحماسة" فدلت على غزارة معرفته بحسن اختياره وله كتاب فحول الشعراء، وقيل: كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب.

وقيل: أجازه أبو دلف بخمسين ألف درهم، واعتذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>