للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال صالح بن أحمد سمعت أبي يقول من زعم ان أسماء الله مخلوقة فقد كفر وقال المروذي سمعت أبا عبد الله يقول من تعاطى الكلام لا يفلح من تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم.

وقال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول من أحب الكلام لم يفلح لأنه يؤول أمرهم إلى حيرة عليكم بالسنة والحديث وإياكم والخوض في الجدال والمراء أدركنا الناس وما يعرفون هذا الكلام عاقبة الكلام لا تؤول إلى خير.

وللإمام أحمد كلام كثير في التحذير من البدع وأهلها وأقوال في السنة ومن نظر في كتاب السنة لأبي بكر الخلال رأى فيه علماً غزيراً ونقلاً كثيراً وقد أوردت من ذلك جملة في ترجمة أبي عبد الله في تاريخ الإسلام وفي كتاب العزة للعلي العظيم فترني عن إعادته هنا عدم النية فنسأل الله الهدى وحسن القصد وإلى الإمام أحمد المنتهى في معرفة السنة علماً وعملاً وفي معرفة الحديث وفنونه ومعرفة الفقه وفروعه وكان رأساً في الزهد والورع والعبادة والصدق.

قال صالح بن أحمد قدم المتوكل فنزل الشماسية (٢٨٥) يريد المدائن فقال لي أبي أحب أن لا تذهب إليهم تنبه علي فلما كان بعد يوم أنا قاعد وكان يوماً مطيراً فإذا بيحيى بن خاقان قد جاء في موكب عظيم والمطر عليه فقال لي سبحان الله لم تصر إلينا حتى تبلغ أمير المؤمنين السلام عن شيخك حتى وجه بي ثم نزل خارج الزقاق فجهدت به أن يدخل على الدابة فلم يفعل فجعل يخوض المطر فلما وصل نزع جرموقه (٢٨٦) ودخل وأبي في الزاوية عليه كساء فسلم عليه وقبل جبهته وساءله عن حاله وقال أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول كيف أنت في نفسك وكيف حالك؟ وقد أنست بقربك ويسالك أن تدعو له فقال ما يأتي علي يوم إلا وأنا أدعو الله له ثم قال قد وجه معي ألف دينار تفرقها على أهل الحاجة فقال يا أبا زكريا أنا في بيت منقطع وقد أعفاني من كل ما أكره وهذا مما أكره فقال يا أبا عبد الله الخلفاء لا يحتملون هذا فقال يا أبا زكريا تلطف في ذلك فدعا له ثم قام فلما صار إلى الدار رجع وقال هكذا لو وجه إليك بعض إخوانك كنت تفعل قال نعم فلما صرنا إلى الدهليز قال أمرني أمير المؤمنين أدفعها إليك تفرقها فقلت تكون عندك إلى أن تمضي هذه الأيام.


(٢٨٥) الشَّمَّاسيَّة: مجاورة لدار الروم التى في أعلى مدينة بغداد، وهى أعلى من الرصافة ومحلة أبي حنيفة. ذكره ياقوت الحموى في "معجم البلدان".
(٢٨٦) الجُرموق: هو ما يلبس فوق الخُفّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>