للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية الرازي حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب سمعت المسعري محمد بن وهب قال كنت مؤدباً للمتوكل فلما استخلف أدناني وكان يسألني وأجيبه على مذهب الحديث والعلم وأنه جلس للخاصة يوماً ثم قام حتى دخل بيتاً له من قوارير سقفه وحيطانه وأرضه وقد أجري له الماء فيه يتقلب فيه فمن دخله فكأنه في جوف الماء جالس وجلس عن يمينه الفتح بن خاقان وعبيد الله بن يحيى بن خاقان وعن يساره بغا الكبير ووصف وأنا واقف إذ ضحك فأرم القوم فقال ألا تسألوني من ما ضحكت إني ذات يوم واقف على رأس الواثق وقد قعد للخاصة ثم دخل هنا ورمت الدخول فمنعت ووقعت حيث ذاك الخادم واقف وعنده بن أبي دواد وبن الزيات وإسحاق بن إبراهيم فقال الواثق لقد فكرت فيما دعوت إليه الناس من أن القرآن مخلوق وسرعة إجابة من أجابنا وشدة خلاف من خالفنا مع الضرب والسيف فوجدت من أجابنا رغب فيما في أيدينا ووجدت من خالفنا منعه دين وورع فدخل قلبي من ذلك أمر وشك حتى هممت بترك ذلك فقال بن أبي دواد الله الله يا أمير المؤمنين إن تميت سنة قد أحييتها وإن تبطل ديناً قد أقمته ثم أطرقوا وخاف بن أبي دواد فقال والله يا أمير المؤمنين إن هذا القول الذي تدعو الناس إليه لهو الدين الذي ارتضاه الله لأنبيائه ورسله وبعث به نبيه ولكن الناس عموا عن قبوله قال الواثق فباهلوني (٢٨٧) على ذلك فقال أحمد ضربه الله بالفالج إن لم يكن ما يقول حقاً وقال بن الزيات وهو فسمر الله بدنه بمسامير في الدنيا قبل الآخرة إن لم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقاً بأن القرآن مخلوق وقال إسحاق بن إبراهيم وهو فأنتن الله ريحه في الدنيا إن لم يكن ما يقول حقاً وقال نجاح وهو فقتله الله في أضيق محبس وقال إيتاخ وهو فغرقه الله فقال الواثق وهو فأحرق الله بدنه بالنار إن لم يكن ما يقول حقاً من أن القرآن مخلوق فأضحك أنه لم يدع أحد منهم يومئذ إلا استجيب فيه أما بن أبي دواد فقد ضربه الله بالفالج وأما بن الزيات فأنا أقعدته في تنور من حديد وسمرت بدنه بمسامير وأما إسحاق فأقبل يعرق في مرضه عرقاً منتناً حتى هرب منه الحميم والقريب وأما نجاح فأنا بنيت عليه بيتاً ذراعاً في ذراعين حتى مات وأما إيتاخ فكتبت إلى إسحاق بن إبراهيم وقد رجع من الحج فقيده وغرقه واما الواثق فكان يحب الجماع فقال يا مخائيل أبغني دواء للباه فقال يا أمير المؤمنين بدنك فلا تهده لا سيما إذا تكلف الرجل الجماع فقال لا بد منه وإذا بين فخذيه مع ذلك وصيفة فقال من يصبر عن مثل هذه؟ قال فعليك بلحم السبع يؤخذ


(٢٨٧) المُباهلة: المُلاعنة، وهو أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شئ فيقولون: لعنة الله على الظالم منَّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>